ظهر يوم السبت الماضى (5/9) ذهبت بصحبة بعض أفراد عائلتنا لزيارة منطقة العلمين الجديدة، متجها إليها غربا من قرية الصحفيين (ك 82) على طريق الإسكندرية مطروح. لقد سبق أن زرت مدينة العلمين مرارا فى مراحل عمرى المختلفة باعتبارها المدينة التى حفر اسمها فى كتب تاريخ العالم الحديث مقرونة بأحد أشهر المعارك العسكرية فى الحرب العالمية الثانية بين دول الحلفاء (وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى) ودول المحور (وعلى رأسها ألمانيا وإيطاليا واليابان). لقد دارت الحرب الثانية لست سنوات متواصلة بين 1939 و1945 وشهدت حدود مصر الغربية أحد أهم معارك المواجهة الضارية بين طرفيها وانتصار قوات الحلفاء بقيادة القائد البريطانى مونتجومرى على قوات المحور بقيادة الألمانى روميل عند مدينة العلمين فى نوفمبر 1942.
وأدت هذه الوقائع لاكتساب العلمين شهرتها العالمية، فضلا عن وجود مقابر الآلاف من ضحاياها التى اجتذبت دائما زيارات ذويهم لها ولمتحف المدينة. لقد وردت إلى ذهنى تلك الخواطر وأنا فى الطريق غربا إلى العلمين الجديدة ولاحت على البعد أبراجها الهائلة التى بنيت فى وقت قياسى، ولم يكن من الصعب على أن أتصور حجم الإنجاز المذهل فى المبانى والمنشآت العملاقة التى بنيت وما يزال يجرى بناؤها هناك، ولكنى بالطبع لم أعرف بدقة هويتها.
غير أنه اثلج صدرى عندما اكتشفت بالبحث والتحرى أنها تضم عشرات الفنادق الجديدة، التى توحى بأن العلمين الجديدة أفلتت من المصير البائس الذى انتهى إليه الساحل الشمالى، اى القرى الساحلية التى أهدرت فى غفلة من الزمن وبتواطؤ حفنة من شركات المقاولات، ثروة مصر الشاطئية على البحر المتوسط من الإسكندرية إلى مطروح. العلمين الجديدة استثناء من تلك المصيبة، لا ترى فيها قرى لبضعة آلاف من المحظوظين، وإنما فنادق عملاقة تضيف الكثير لثروة مصر ومواردها السياحية!
* نقلًا عن صحيفة الأهرام