بداية علينا تقديم الشكر إلى السيد محمود توفيق وزير الداخلية ولرجال الأمن الوطني، الذين استطاعوا الوصول لأكبر رأس يدير جماعة الإخوان الإرهابية الإرهابى القاتل محمود عزت، الذى سقط فى قبضة رجال الأمن الوطنى بعد عمليات بحث ومتابعة دقيقة استطاعت أن توجه هذه الضربة الكبيرة التي تعد الأهم خلال 6 سنوات ماضية، إذ كان يدير المجرم محمود عزت التنظيم الإرهابي فى الداخل والخارج، فكانت لديه شبكات اتصالات واسعة وعلاقات مع أجهزة استخبارات معادية وهو المسئول عن الجناح العسكرى الإرهابى الذى نفذ العشرات من العمليات الإرهابية ما بعد ثورة 30 يونيو حتى سقوطه فجر الجمعة الماضي.
الضربة الأمنية كانت موجعة، ودفعت التنظيم الإرهابى وميليشياته ولجانه الألكترونية إلى القيام بحملات تشكيك وتضليل للرأي العام، وتطلق العديد من الهاشتاجات ضد الدولة ومؤسساتها وتقوم بالفبركة والتشكيك فى أى إنجاز تنفذه الدولة على الأرض، وظهر حجم السعار من قنوات الإرهاب فى قطر وتركيا، فور الإعلان عن القبض على رأس الأفعى محمود عزت، فيعرف قيادات التنظيم - الفارون والذين تؤويهم قطر وتركيا - مدى تأثير سقوط محمود عزت لما يملكه من معلومات حول كل العناصر الإرهابية فى مصر وخارجها، وحركة التنظيم التى كان يتولى إدارتها منذ القبض على المرشد الإرهابى محمد بديع فى شهر أغسطس 2013. وأصبح محمود عزت هو المسئول عن التنظيم بكل أجنحته العسكرية والإدارية والمالية، كل العمليات الإرهابية خطط وكلف وأعطى الأوامر للقيام بها بهدف إضعاف الدولة ومؤسساتها والضغط عليها بمثل هذه العمليات.
نجح جهاز الأمن الوطنى بوزارة الداخلية، فى الوصول للإرهابي محمود عزت، استمر العمل وجمع المعلومات والرصد والمتابعة على أعلى مستوى من الكفاءة والسرية، وكان وزير الداخلية محمود توفيق يتابع أولا بأول ما يقوم به رجال الأمن الوطنى فى تعقب ذاك المجرم محمود عزت ومع تحديد ساعة الصفر، بعد رفع المكان وتأمينه فى المنطقة الرابعة بالتجمع الخامس، التى تم إغلاقها تمامًا قبل تنفيذ المهمة من جانب قوات مكافحة الإرهاب التى اتخذت كل الاحتياطات قبل اقتحام الفيلا التى اتخذ منها محمود عزت مركزا لإدارة حركة التنظيم الإرهابى، ومع سقوط مرشد الجماعة الإرهابية، تبعثرت كل الأوراق، وتغيرت كل الخطط التى وضعتها عصابة الإخوان حول حركة أجنحتها المسلحة ومكاتبها الإدارية وحركة التمويل.
وربما سنجد فى الأيام المقبلة سقوط الكثير من قيادات وخلايا الجماعة الإرهابية، الذين سيكشف عنهم محمود عزت في الاستجوابات معه، هذا الصيد الثمين، والضربة الموجعة يمتد تأثيرها للتنظيم الدولي الذي كان يديره محمود عزت، وتصبح الجماعة حاليًا مكشوفة أكثر من أي وقت، في ظل التغيرات التي طرأت على حركتها عقب ثورة شعب مصر فى 30 يونيو 2013، وسقوط قياداتها تباعا ولم يتبق من الخطيرين سوى القاتل محمود عزت، الذى غير من أساليب الجماعة وشكل الأجنحة المسلحة الإرهابية ووسع دائرة ضم وتدريب مجموعات شبابية على كل العمليات ما بين تفجيرات باستخدام سيارات مفخخة واغتيالات بالهجوم على التمركزات والأهداف المختلفة.
نجاح الضربة الأمنية فى هذا التوقيت لأكبر رأس فى التنظيم الإرهابي، سيكون تأثيره مهمًا بحدوث انشقاقات وإفشال العديد من المخططات الإرهابية، تحية للرجال الذين يعملون من أجل استقرار هذا الوطن.
* نقلًا عن صحيفة الأهرام