Close ad

حصاد وافر وسخي لفيتنام في عيدها الماسي

31-8-2020 | 01:19

مناسبتان أنتظرهما بفارغ الصبر كل عام لرصد نهضة جمهورية فيتنام الاشتراكية، أولاهما: تتعلق بحلول الذكرى السنوية لإقامة العلاقات الرسمية والثنائية بين مصر وهذه الدولة الآسيوية الفتية، والثانية: الاحتفال بيوم عيدها الوطني وتقديم ما يمكن وصفه بكشف حساب شامل وحصري لمظاهر وأسباب نموها المتسارع والمدهش.

المناسبة الأولى تصادف يوم غد، الثلاثاء، الأول من سبتمبر 2020، حيث تحل الذكرى السنوية السابعة والخمسين لتأسيس العلاقات المصرية - الفيتنامية.

مصر من أوائل الدول العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع فيتنام، وفي ضوء علاقات الصداقة الحميمة التي كانت تجمع بين الزعيمين الخالدين جمال عبدالناصر وهو شي منه، اللذين أرسيا معًا أساسًا قويًا ومتينًا للعلاقات الثنائية بين البلدين، فقد طلب الأخير من ناصر السماح لفيتنام بفتح مكتب تمثيل تجاري في مصر فى عام 1958، وفي الأول من سبتمبر عام 1963 تم الإعلان رسميًا عن إقامة العلاقات السياسية والدبلوماسية.

 وفى عام 1964 أقامت مصر سفارة في هانوي فور الإعلان رسميًا عن بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ووقع الجانبان اتفاقًا تجاريًا، وبعد عام 1991، دخلت العلاقات الثنائية مرحلة جديدة من التطور والنمو على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي وفي المجالات التجارية والتعليمية والزراعية والتشريعية.

السنوات الأخيرة شهدت نقلة نوعية على جميع الأصعدة والمستويات بعد الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي لفيتنام في عام 2017، تلتها زيارة مماثلة لمصر قام بها الرئيس الفيتنامي تراي داي كوانج في عام 2018.

فيتنام تعتبر مصر دولة محورية وشريكًا رئيسيًا في منطقة الشرق الأوسط وفي قارة إفريقيا، وبالتالي تؤكد هانوي دائما أهمية تعزيز التعاون الشامل مع مصر في مختلف المجالات السياسية والدبلوماسية والتجارية والسياحية والزراعية، بالإضافة إلى الكيماويات والبترول وأعمال البناء.

في عام 2020، وعلى الرغم من الآثار السلبية لتفشي فيروس كورونا الجديد، من المتوقع أن يحافظ حجم التبادل التجاري بين مصر وفيتنام على نتائج إيجابية، وبلغت واردات مصر من فيتنام خلال السبعة أشهر الأولى من العام حوالي 256 مليون دولار.

في عام 2019، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 500 مليون دولار، وحتى الآن، أصبحت مصر ثاني أكبر شريك تجاري لفيتنام في قارة إفريقيا، وتصدر منتجات الألبان والنسيج والبلاستيك والأدوية والأسمدة والفاكهة الطازجة، في حين تستورد من فيتنام المأكولات البحرية والملابس والمنسوجات والأحذية وقطع الغيار ووسائل النقل والآلات والمعدات بالإضافة لمنتجات زراعية وفاكهة طازجة.

وفي المجال السياحي، هناك المزيد والمزيد من الفيتناميين الذين يتوقون لزيارة مصر ومشاهدة معالم حضارية عمرها آلاف السنين، وتتوفر فرص هائلة للتعاون الثنائي بين البلدين في مجالات التجارة والاستثمار والاقتصاد البحري.

المناسبة الثانية الجديرة بالاحتفاء في يوم الثاني من شهر سبتمبر هي مرور 75 عاما بالتمام والكمال على إعلان قيام أول جمهورية ديمقراطية شعبية في جنوب شرق آسيا، ونجاح الثورة الفيتنامية وإنهاء 80 عاما من الحكم الاستعماري، وتحول الشعب الفيتنامي من القهر والعبودية إلى دولة مستقلة ذات سيادة وحرة وديمقراطية.

في عام 1954، انتصرت الثورة الفيتنامية على الغزو الفرنسي، وتواصلت المقاومة الباسلة لمدة تقترب من 21 عاما لتحرير الجنوب من الاحتلال الأمريكي، حتى تم الإعلان رسميا عن إعادة توحيد البلاد بعد معركة بطولية حاسمة في عام 1975، لتصبح هانوي عاصمة فيتنام الموحدة، بينما سميت سايجون باسم الزعيم الراحل هو شي منه.

في عام 1986 أقر الحزب الشيوعي الحاكم في فيتنام اختراقا إصلاحيا شاملا باسم "دوي موي" أي التجديد المستمر من نحو 35 عاما، حافظت من خلاله فيتنام على استقرارها السياسي، بالإضافة إلى إنجازات ملموسة في معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

ففي مجال الاقتصاد، وخلال السنوات العشر من 1990 إلى 2000، بلغ متوسط معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي لفيتنام 7.5 في المائة، وفى الفترة من عام 2011 وحتى عام 2020، حافظ الاقتصاد الفيتنامي على ثباته واستقراره وتم التحكم في التضخم، مما خلق البيئة المواتية لتحقيق معدل نمو بلغت نسبته في المتوسط 5.9 في المائة خلال 2011-2015، و6.8 في المائة في 2016- 2020.

في الوقت نفسه، ارتفع حجم احتياطيات النقد الأجنبي في فيتنام من 12.4 مليار دولار في عام 2010 إلى 80 مليارا في عام 2020.
وبالرغم من الآثار السلبية لتفشي وباء كورونا الجديد في مختلف بلدان العالم، سجل الاقتصاد الفيتنامي نسبة نمو إيجابية، بلغت 1.81 في المائة، في الأشهر الستة الأولى من عام 2020، وارتفع مؤشر التنافسية العالمية لتحتل فيتنام المرتبة 67 في قائمة تضم 141 دولة، كما تحسن مؤشر بيئة الأعمال 8 درجات في عام 2019، ليصبح رقم 70 من أصل 190 دولة ومنطقة، وحققت صناعة السياحة نتائج مهمة، ليصل عدد السائحين لفيتنام إلى نحو 20 مليونا بحلول عام 2020.

خلال الفترة من عام 2016 إلى عام 2020، تمكنت فيتنام من جذب استثمارات أجنبية مباشرة بلغت نحو 370 مليار دولار، ساهمت في تخفيض معدلات البطالة من نحو 4.5 في المائة عام 2016 إلى 3 في المائة فقط في عام 2020، وللمرة الأولى، جرى تصنيف 3 مؤسسات تعليم عالي فيتنامية ضمن 1000 جامعة عالمية، في الوقت نفسه، صنفت 8 مؤسسات للتعليم العالي ضمن أفضل 500 جامعة في قارة آسيا، ووصل عدد الشراكات الإستراتيجية والشراكات الشاملة إلى 30 دولة مع فيتنام.

في الوقت الحاضر تلعب فيتنام دورا متزايدا على الخريطة السياسية والدبلوماسية العالمية من خلال رئاستها لرابطة دول جنوب شرق آسيا، وعضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي، وفي قوات حفظ السلام، وهنا يقول الرئيس الفيتنامي نجوين فو ترونج: "فيتنام لم تتمتع بالقوة والإمكانيات والمكانة والهيبة مثل اليوم".

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: