لم تكن التطورات الأخيرة في ليبيا وأعني موافقة السراج وصالح على وقف إطلاق النار لتحدث لولا خطوط مصر الحمراء التي أعلنها الرئيس السيسي ودعوته لعدم تحرك القوات من مواقعها الحالية وتفعيل المسار السياسي. البيانان الصادران عن صالح والسراج الجمعة الماضى كان مفاجئا لأطراف عدة خاصة أنهما صدرا بعد أيام من زيارة قام بها وزيرا دفاع تركيا وقطر لطرابلس والحديث عن قواعد عسكرية تركية على الأرض الليبية.
البعض يرى أن ما حدث مناورة من طرف السراج على الأقل لأن صالح كان قد طرح مبادرة في وقت سابق تتماشى مع ما جاء في البيانين، بينما السراج لم يكن مؤيدا بشكل علني على الأقل لهذا التوجه. ولكننا نعتقد أن توجه السراج حقيقي ويعكس قلقا على مستقبله السياسي في وقت تتطور فيه الأحداث في طرابلس نحو بروز شخصيات منافسة له وتحظى بدعم خارجي.
وفي كل الأحوال فإن إعلان السراج قبوله وقف إطلاق النار والتوجه نحو حل سياسي، وهو مطلب دولي دعت إليه أوروبا والولايات المتحدة وروسيا ومصر والإمارات وعلنا على الأقل تركيا وقطر، يضع المعارضين في مأزق حقيقي لأنهم لا يمكنهم رفض ما أيدوه سلفا.
ولكن هذه الدول يمكنها أن تستخدم بعض الجماعات التابعة لها لإثارة بعض المشكلات وافتعال مناوشات هنا أو هناك لكسر وقف إطلاق النار، وهذا ما يدعونا للإسراع على طريق الحل السياسي بخطوات جادة لقفل الباب على من يريد العبث بمستقبل الشعب الليبي. وأعتقد أن باشاغا وزير داخلية السراج رقم مهم في هذه المعادلة.
نقلا عن صحيفة الأهرام