بعد أن وصف الاتفاق بين مصر واليونان حول ترسيم الحدود البحرية بأنه لا قيمة له، مؤكدا أن بلاده ليست في حاجة للتباحث مع من ليس لديهم أي حقوق في مناطق الصلاحية البحرية، دعا الرئيس التركي أردوغان، بعد ذلك بأيام ، دول البحر المتوسط كافة إلى حضور اجتماع يتم خلاله التوصل إلى صيغة مقبولة تحمي حقوق الجميع.
وقال الرئيس التركي: لن نقبل حبسنا في سواحلنا من خلال بضع جزر صغيرة متجاهلين مساحة تركيا الشاسعة البالغة 780 ألف كيلومتر وسنواصل تنفيذ خططنا ميدانيا ودبلوماسيا حتى يحكم التفكير السليم هذه القضية.
تصريحات الرئيس التركي تعكس حجم المشكلة التي تواجهها تركيا حاليا كما تعكس قدرا كبيرا من الغطرسة والتخبط وهما من سمات السياسة التركية تحت قيادة أردوغان. أردوغان يظن أن التهديد، والصوت العالي، والبلطجة وسائل كافية لحصوله على حقوق غير قانونية في شرق المتوسط بينما خصومه يتحركون بخطوات واثقة تستند للقانون الدولي لمواجهة الأطماع التركية.
ويبدو أن السيد أردوغان لا يدرك أن بلاده لم تنضم حتى الآن لمعاهدة الأمم المتحدة لقانون البحار وهي المعاهدة التي أنشأت المناطق الاقتصادية ونظمت قواعد تحديدها بين الدول المتشاطئة، وبالتالي فليس له حق أن يطالب بحقوق لم يعترف بها أصلا. نصيحة للرئيس التركي أن يعلن انضمام بلاده أولا للمعاهدة ثم يبدأ المطالبة بالحقوق وفقا لما أقرته تلك المعاهدة. ونصيحة أخرى.. أرجو أن تنظر (حظرتكم أفندم) لخريطة البحر المتوسط لتدرك أن لليبيا حدودا بحرية مع اليونان وهو ما نفاه (حظرتكم) في تصريحات .. لا قيمة لها.
نقلا عن صحيفة الأهرام