لن تنسى الأسر المصرية وأبناؤها من طلاب الثانوية العامة تجربة هذا العام، وستبقى محفورة في ذاكرتهم بأنها الأكثر صعوبة على مدار تاريخهم الدراسي.
لقد عاشت هذه الأسر في ظل انتشار كورونا تحت ضغط غير مسبوق، ليس فقط خوفًا على مستقبل الأبناء، بل وعلى حياتهم قبلها، في ظل إجراءات فرضتها الدولة للحفاظ على أرواحهم بإغلاق المدارس والمراكز التعليمية، ليعيش الأبناء تجربة شابها التوتر تجاوزت العبء المعتاد على عاتقهم كطلبة في الثانوية العامة، بخلاف أقرانهم في الأعوام السابقة.
من ناحية أخرى عاشت حكومتنا، ممثلة في وزارة التربية والتعليم، تجربة مختلفة بالسعي لتجاوز الأزمة، حتى يكتمل العام الدراسي على خير، بإجراءات وجهود لا يستطيع أحد أن يُنكرها، نجحت في معظمها، وأخفقت في بعضها، ولكنها في نهايتها حققت الهدف منها.
في ظل هذه الظروف، لايسعنا سوى أن نقدم أكثر من الإشادة لكل أسرة تحملت هذا العبء من أجل مستقبل الأبناء، أما هؤلاء الأبناء "طلاب الثانوية العامة" فهم يستحقون لقب "الأبطال" الذين كانت يد الله معهم، لما واجهوه من ضغط نفسى وعصبى، على مدار عام كامل وقعت في منتصفه فاجعة الكورونا لتجعلهم حائرين، مشتتي الذهن، لما سيجرى معهم ولهم، ثم إجراء امتحاناتهم في ظل إجراءات احترازية، تقلل من تركيزهم، أقلها ارتداء كمامة، وجو خانق، وتواجد قبل موعد الامتحانات بساعتين كاملتين، وأقصاها أن يواجه هؤلاء الطلبة، إصابة أحد من أفراد أسرتهم، أو هم أنفسهم قبل امتحاناتهم بفيروس كورونا، مما يلقى على الجميع حالة من الهلع، التي لاتتيح لعقول هؤلاء الطلبة إلا القليل حتى يستطيعوا به استكمال مشوار الثانوية العامة.
نعم شهادة الثانوية العامة لهذا العام تستحق "التأريخ" والمتفوقون فيها ومعهم أسرهم، يستحقون أن نقول لهم أنتم أبطالها!
* نقلًا عن صحيفة الأهرام