كان لبنان يعيش أزمة اقتصادية طاحنة تحول معها إلى دولة تستجدى صندوق النقد لإقراضه بعد أن أعلنت بنوك إفلاسها وضاع على كثير من المودعين أموالهم وفقد اللبنانيون الصورة التى كانت تميز لبنان كبلد يحب السهر والترف وأحدث الموضات. شهد لبنان نكبة جديدة كسرت ظهره وجعلت رئيس وزرائه يعلن (بيروت) مدينة منكوبة تطلب مساعدة الدول الأخرى لتخفيف نكبتها. وقد لقى نداؤه تعاطفا واسعا من مختلف أنحاء العالم الذى فوجئ مثل اللبنانيين بالانفجار المروع الذى وصل دويه إلى قبرص فى السادسة من مساء أمس الأول وقتل أكثر من مائة شخص وأصاب أربعة آلاف ومازال البحث جاريا عن المفقودين والضحايا تحت الأنقاض.
بدا الانفجار من قوته كقنبلة ذرية أسقطت على المدينة يوم 4 أغسطس كما أسقطت أول قنبلة ذرية على هيروشيما فى السادس من أغسطس قبل 75 سنة ، وقد تبين أن الانفجار وقع فى مخزن لذخيرة شديدة الانفجار سبق ضبطها وكان ضروريا نقلها إلى مكان بعيد عن المنطقة السكنية التى تحيط بالمخزن. وهو مايشير إلى أن المسئول الأول عن الكارثة هم الذين قاموا بتخزينها. ونتيجة لوقوع الانفجار فى هذا المكان فقد لحق الدمار كل مبنى فى المنطقة الواسعة حوله ، وتحطم كل زجاج موجود فى هذه المبانى من شدة التفجير.
أما لماذا وقع الانفجار فهذا هو اللغز الذى يحمل إجابات مختلفة أولها أنه قدرى ومنها أنه مقصود ومتعمد للتشويش على الحكم المفروض أن يصدر غدا الجمعة من المحكمة الدولية الخاصة التى تم تشكيلها بقرار صادر من الأمم المتحدة قبل 13 سنة لمحاكمة أربعة من المتهمين المنتمين لحزب الله باغتيال رفيق الحريرى رئيس وزراء لبنان الأسبق يوم 14 فبراير عام 2015 بيل أكثر من 15 سنة!
ولا يعترف حزب الله بهذه المحكمة أو المحاكمة التى تكلفت منذ تأسيسها 600 مليون دولار، فى الوقت الذى لم يظهر فيه هؤلاء المتهمون ولا يعرف مكان وجودهم. وهو ما يضيف لغزا جديدا على لغز الإنفجار المروع الذى وقع!
نقلا عن صحيفة الأهرام