Close ad
5-8-2020 | 14:00

الأخطار التي تحيط بجارتنا الشقيقة ليبيا أشمل وأوسع في أبعادها من حدود ليبيا ومن هنا تنبع أهمية اهتمام مصر بما يجري هناك من أحداث وتطورات معبأة باحتمالات عاصفة تستوجب أقصي درجات اليقظة والحذر والاستنفار.

والذين لا يعرفون حقيقة مصر وسر عظمتها علي طول التاريخ هم الذين يتساءلون بخبث أو بلاهة عن سر اهتمام مصر الفائق بالذي يجري علي أرض ليبيا فمثل هؤلاء لا يعرفون أن مصر خلقها الله كأمة في خدمة البشر وليست كغيرها من الأمم التي تعبر عن نفسها بأبنية الحجر.

مصر بعيدا عن السياسة وبعيدا عن مسئولياتها القومية كدولة رائدة في أمتها العربية وقارتها الإفريقية وعالمها الإسلامي هي دولة صانعة للحياة لغيرها قبل نفسها وتلك شهادة التاريخ لها بأن أغلب معاركها كانت دفاعا عن غيرها قبل أن تكون بحثا عن مجد أو انتصار يحسب لها.

في مصر شعب ينطبق عليه صحيح المقولة الأثيرة: بأن خير الناس أنفعهم لغيرهم فهذا شعب ميزه الله بأنه مثل طبيعة الوجود الرباني الذي لا يعيش لنفسه فقط... وفي الثقافة المصرية القديمة التي تمتد إلي ما قبل عصور الفراعنة إننا شعب مثل النهر الذي لا يشرب ماؤه وحده ومثل البحر الذي لا يحرم أحدا من طعام أسماكه.

مصر على طول التاريخ تملك شعبا له صلابة الأشجار العتيقة التي لا تحرم غيرها من أن تشاركها أكل ثمارها.. إنها شمس ساطعة لا تشرق لذاتها وحدها بل إن مصر في منطقتها وفي محيطها مثل الزهرة التي لا تعبق لنفسها وحدها وإنما خلقها الله كبقرة حلوب تطعم كل جائع من لبنها فمن أعظم أفضال الله علي مصر أنها خلقت لكي تملك القدرة علي بناء نفسها وحماية حدودها وأيضا لكي تكون في خدمة غيرها ورهن إشارة أهلها وجيرانها إذا دعا الداعى!

وعلينا أن نتذكر جيدا أنه في مثل هذه الأيام قبل 30 عاما انتفضت مصر دفاعا عن الكويت ضد الغزو العراقي لها يوم 2 أغسطس 1990 ولم يهدأ لمصر بال إلا بتحرير الكويت تماما في 17 فبراير 1991!

خير الكلام:

<< يا مصر أنت الأهل والسكن.. دار الصفاء وفيها العز منتصر !


نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث