Close ad

مصر ومهمة إفشال مشروع السلطان والجماعة

4-8-2020 | 17:21

بات القاصى والدانى فى الداخل المصرى وحتى فى الإقليم والعالم المتابع لتطورات الشأن العام السياسى المتأزم دوما فى الشرق الأوسط لديه اقتناع جازم بأن ما تخوضه مصر من انتصارات وحضور طاغ فى الداخل والاقليم يثير حفيظة كثير من المارقين فى الإقليم دول وحكومات وجماعات منفلتة من كل عقال وقودها القتل والارهاب وعمليات الموت الجوال ونشر الفوضى والارهاب والتدمير والتخريب الممنهج وفق أجندات إقليمية ركائزها أجندتان الأولى إيرانية تعتمد استراتيجية التمدد والتغلغل فى العواصم العربية للسيطرة والتمكين وخطف القرار والأرض والشعوب هناك والثانية تركية بامتياز عمودها الفقرى إحياء الغزوات وإرث الحقبة الاستعمارية والاستيلاء طمعا ونهبا وسرقات علانية لابتلاع ثروات ومقدرات العواصم والشعوب العربية.

ومن أسف يجد أصحاب المشروعين وخاصة الثانى التركى غطاء ووسادة مالية عربية توفرها إمارة قطر يرتكن عليه أحد الذين أصابهم مس الجنون والفلتان أردوغان الذى يريد أن يصبح سلطانا عثمانيا آخر.

وبالتالى من أجل إنفاذ هذا المشروع لابد من الاشتباك والاحتكاك دوما بالدولة المصرية الأكبر صاحبة الحضور والإرث الجغرافى والسياسى والحضارى واسطة العقد لدول الإقليم جميعا وإحداث هزات وخضات سياسية وأمنية وعسكرية على مساراتها الاستراتيجية عبر التموضع والتمركز على حدودها الغربية فى ليبيا بعد خطف القرار والسيطرة والقيادة للغازى التركى الجديد الذى يريد بل وقرر الإقامة الطويلة داخل طرابلس الغرب ومناطق الجنوب والوسط واقامة القواعد العسكرية للتمدد والتسلل إلى مدن ومناطق الشرق والساحل المتوسطى للاستيلاء صراحة على منابع الغاز والنفط كاملة فى قادم الشهور والأعوام ومنها التوجه بحرا وارضا إلى مزاحمة دول الشرق والجنوب المتوسطى والتمدد إلى إفريقيا فى خطوات وتحركات يعد لها منذ سنوات قليلة، حيث البداية كانت الصومال وجيبوتى ومنها إلى بقية العواصم فى القرن الإفريقى هناك وفى القلب منها كخطوة قادمة إثيوبيا حتى تبقى شوكة مسمومة وخطرا وجوديا للمصريين عبر استغلال قضية مياة النيل كما تفعل حاليا - حكومة أديس أبابا وتقدم عليه بضغط واملاءات ورشى تركية قطرية فى المراوغات والتسويف واتباع سياسات شراء الوقت والهروب إلى الأمام وفرض استراتيجية الأمر الواقع إلا فصلا من سلسلة فصول تتوالى تباعا لتركيع وتثبيط الهمم المصرية حتى تتخلى القيادة والدولة المصرية عن التحليق وتحقيق النجاحات والقفزات وبالتالى يسهل ويمرر هذا التراجع المصرى سيناريوهات التمدد والتغلغل التركى فى الإقليم فبعد الإقامة التركية الطويلة فى الشمال السورى ومن ثم العراقى ها هى ليبيا كما يتصور السلطان العثمانى الجديد فى طريقها إلى السقوط فى الحجر التركى هكذا يتصور لامبالغة فيما تقدم يكفى أن نقول إنه يستخدم أيضا مشروع جماعة الإخوان الإرهابية لاحيائه من جديد بعد أن ضرب فى مصر وتم تشييعه إلى مثواه الأخير بعد ثورة 30 يونيو وجسارة الرئيس السيسى فى إنهاء سطوة هذه الجماعة الإرهابية وكتابة الفصل الأخير فى تاريخها الإرهابى الدموى ومن هنا يفهم سر عداوة وحقد ومرض السلطان أردوغان ضد مصر والمصريين والرئيس السيسى ولذا قرر هذه المرة بكل نزق وانفلات عصبى ومزاجى كما هو معروف عنه مواجهة الدولة المصرية وشعبها وقيادتها عبر تثبيت مشروع الإخوان فى ليبيا ولتكن طرابلس البداية.

وفى مواجهة تزايد العداء من جانب تركيا أردوغان والتعبئة وتزايد مؤامرت ومناورات جماعة الإخوان الإرهابية المغرضة كان قرار الرئيس السيسى بتغيير المعادلات السياسية وقواعد الاشتباك العسكرى فى حالة تجاوز الخط الأحمر سرت - الجفرة أى الخط الفاصل الذى رسمه على الرمال فى ليبيا حيث تبقى المهمة المصرية المعلنة وغير المعلنة افشال وانهاء المشروع التركى لضرب الاستقرار بالشرق الأوسط والمتوسط وخطف الارض العربية وإعادة رسم الخرائط فيها بالدم كما يخطط ويفعل حاليا والتموضع والإقامات الطويلة فى أفريقيا وبالتالى رفض مصرى مطلق وبالنهائى لأى عبث بالجغرافيا السياسية للاقليم ومن أجل كل ذلك تنشط مروحة الدبلوماسية الرئاسية المصرية والتحركات المارثونية للخارجية لوأد أى تحركات واحداث حالة من الانكشاف الفاضح للسيناريو البغيض للسلطان المهووس فى أنقرة ناهيك عن تكسير اقدامه فى ليبيا وعواصم وسواحل إفريقيا .

وبالتالى عندما تنجح مصر فى ضرب وإفشال ونسف هذا المشروع بولادة الخلافة العثمانية الجديدة على ظهر وانقاض جماعة الإخوان فإن هناك أكثر من هدف قد يتحقق ليس لمصر فقط بل لدول الاقليم العربى والقرن الافريقى وهذه مهمة وإن كانت صعبة فانها ليست مستحيلة حيث الحضور والقوة والتمركز السياسى المصرى فى الإقليم حاليا ناهيك عن مقومات القوة العسكرية المهولة والبازغة للجيش المصرى ونيرانه الباطشة الهالكة معا ستغير المعادلات مجتمعة فى الإقليم سياسيا وعسكريا وتكتب نهايات الفشل للمشروع الأردوغانى إن آجلا أو عاجلا ومن أجل ذلك يحتاج الأمر منا كمصريين الوقوف سدا منيعا ضد من يحاولون المس باستقرار البلاد ووحدتها وتوفير غطاء شعبى كاسح للقيادة والقوات المسلحة باعتبار اللحظة حاسمة ومفصلية فى معركة البقاء والتفوق لمصر فى ساحات الإنجاز والانتصارات والنجاحات المستدامة للوطن.

كما أن التصدى العربى لهذا المشروع التركى ونظيره الايرانى على الجانب الآخر يحتاج إلى توحيد الجهود العربية باستراتيجية جديدة تقوم على الردع المسبق النشيط سياسيا وعسكريا مع مصر إذا احتاج الأمر فى ليبيا ودول المغرب العربى التى باتت أحد أهداف السلطان أردوغان باعتبار هزيمة المشروعين انتصارا مظفرا ووجوديا للعرب.


نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الرواية.. رحلة نجاح وإبداع مشوار الفقي    

كنت دومًا أجد أن الحديث والكتابة عن شخصية الدكتور مصطفى الفقي مهمة صعبة وأكثر مشقة على كل كاتب أو متخصص في العلوم السياسية والقضايا الدولية أو حتى على

رسالة إلى صديقي الرئيس عباس

فى الربع الاخير من عام 1991 عرفنى السفير سعيد كمال سفير فلسطين فى القاهرة ونائبه زهدى القدرة الذى صار سفيرا وحل مكانه منتصف التسعينيات على السيد محمود

الحل في يد "جنرال جديد" على غرار "كامل"

حادث قطار الإسكندرية الأخير، وتساقط القتلى والمصابين بالعشرات، قل فيه ما تشاء (مروع ـ بشع ـ كارثيًا)، ولكنه كشف المستور، فهذه قضية أزلية باتت تهدد حياة

الأكثر قراءة