Close ad
3-8-2020 | 14:48

لن يكتب لخطة الضم الإسرائيلية لمساحات واسعة من الضفة الغربية أي فرصة للنجاح مهما يكن حجم الدعم الأمريكي للخطة لأنه بصرف النظر عن الضم أو عدم الضم فإن أرض فلسطين بأكملها – باستثناء شريط قطاع غزة – تخضع للسيطرة الإسرائيلية الفعلية بما في ذلك مدن وقري الضفة التي تخضع نظريا للسلطة الفلسطينية وفقا لاتفاقيات أوسلو عام 1993!

أؤكد يقيني بأن خطة الضم لن يكتب لها النجاح مهما طال الزمن لأن المسألة عند الشعب الفلسطيني منذ وقوع النكبة عام 1948 وحتى اليوم ليست في استرجاع شكل هزيل من أشكال السيادة علي كامل الأراضي العربية التي جري احتلالها عام 1967 وإنما المسألة هي الحلم المشروع في استرجاع وطن جري انتهابه بالقوة العسكرية وبالتحايل السياسي والتواطؤ الدولي.

وعلينا ألا ننسي أن خطة الضم الحديثة المدعومة أمريكيا لا تختلف في كثير أو قليل عن خطة شارون التي طرحها قبل 20 عاما ولم يتمكن من تنفيذها علي أرض الواقع والتي كانت ترتكز إلي ضم الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية بفرض القانون الإسرائيلي عليها بدعوي حاجة إسرائيل للعودة إلي خط أمني مؤقت يتم بمقتضاه نقل جدار الفصل العنصري شرقا ليضم في داخله أكبر عدد من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة والتي تمثل أكثر من نصف أراضي الضفة تمهيدا لاتخاذ قرار لضمها ومصادرتها بعد فرض أمر واقع علي الفلسطينيين يكون أحد شروط إسرائيل للعودة إلي التفاوض حول الحل النهائي للقضية الفلسطينية.

وصحيح أن ميزان القوي الراهن قد يسمح لإسرائيل بأن تفعل ما تشاء وتحقيق مكاسب وقتية يظل الرفض الفلسطيني هو المانع الوحيد لتحويلها إلي مكاسب دائمة لأنه لا قيمة لما تفعله إسرائيل ما لم يعلن الفلسطينيون قبولهم له... وهذا هو المستحيل بعينه!

ومهما قيل عن خبث وذكاء الإسرائيليين فإن إصرارهم علي المضي في خطة الضم يعني أنهم يحلمون بنجاح الحرث في البحر!

خير الكلام:

<< الويل لمن يري الحق ويسكت عن الباطل!


نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
الأكثر قراءة