ودعت الملايين في مصر والعالم العربى على مواقع التواصل الاجتماعى طبيب الفقراء في مصر د. محمد مشالي الرجل الذى سخر علمه وحياته لعلاج الفقراء ..
كان وداعًا يليق بهذا الرجل الذى قضى حياته في طنطا في عيادة بسيطة وظل طوال حياته يتقاضى عشرة جنيهات في الكشف، وفي أحيان كثيرة كان يرفض مقابل الكشف إذا كان المريض فقيرًا ..
اختار د. مشالي منطقة فقيرة في أحد أحياء طنطا، وكان حريصًا على أن يظل بين الفقراء .. كان الرجل يستطيع أن يقيم عيادة فاخرة ويحصل على أرقام خيالية في الكشف على الناس وكان يقول ماذا أفعل بالمال هل من أجل سيارة أو ملابس، لقد اخترت الجزاء عند الله وليس من أيدى البشر، وكان فضل الله عليك عظيمًا ..
لقد تلقى د. مشالي تبرعات خيالية لكي يقيم عيادة مناسبة، ولكنه رفض ذلك كله، وأصر على أن يعيش كما أحب وكما أراد .. لم يغادر طنطا وعاش فيها كل سنوات عمره حتى تجاوز السبعين، وكانت لديه قناعات أن رغيف الفول والطعمية يكفي، وأن احتياجات الإنسان بسيطة جدًا ..
إن هذه النماذج الرفيعة من البشر تمنح الحياة الكثير من الرحمة والإنسانية وحين يعيش الإنسان حياته من أجل الفقراء في مهنة مثل الطب فهذه هي أرقى وأنبل مشاعر الرحمة .. إن احتفاء الناس بقصة هذا الطبيب الإنسان تؤكد أن الخير مازال فينا ..
لقد أوصى د. مشالي بالفقراء خيرًا وهو يودع حياته، وكان يقول إن أبي منذ سنوات بعيدة أوصاني بالفقراء، وكان الطب طريقى إلى ذلك .. إن د.مشالي الذي اختار أن يعيش للفقراء سوف يبقى ذكرى طيبة لإنسان اختار الرحمة أسلوب حياة، وعاش فقيرًا مثل كل الفقراء الذين أحبهم ووقف معهم في لحظات الشدائد والمحن، إنه نموذج رفيع في زمن بخيل ..
إن أمثال د.مشالي يعيشون في قلوب أحبتهم وعاشت بهم ومن أجلهم.. رفقًا بالفقراء فإنهم أحباب الله في الأرض.. كانت آخر كلماته وهو يلقى ربه "أوصيكم خيرًا بالفقراء"..
* نقلًا عن صحيفة الأهرام