Close ad
28-7-2020 | 17:55

عادت السلامات بالأيدى. رجعت القبلات على استحياء. غابت الكمامات أو كادت، خاصة بالريف والأماكن الشعبية. توقع العلماء تأثيرا عميقا على سلوك الإنسان بسبب كورونا، لكن يبدو أن الطبع يغلب التطبع.

تعاملنا معه باستهانة فى بداية الأمر، ثم أصابنا الخوف فتشددنا في الالتزام بالإجراءات. وبعد انخفاض الإصابات والوفيات، اعتقدنا أن الغمة انزاحت، فعدنا لسيرتنا الأولى. أصبح الملتزمون أقلية، الذين يستخدمون المواد المطهرة أقلية الأقلية. شعر الناس بأمان، كانوا بحاجة إليه بعد شهور من الرعب. لم يختبروا حقيقة شعورهم. المؤسف، أنه شعور كاذب اختلقناه لأننا أردنا ذلك. فى الواقع ، مازال الوباء يفتك بالبشر. زيادات قياسية فى أوروبا وأمريكا وآسيا، مما أجبر عشرات الدول على إعادة فرض إجراءات كانت قد خففتها.

لسنا وحدنا الذين استهانوا بالفيروس. ففي حمى حديث الحكومات عن الشلل الذي أصاب الحياة، استأنف الناس ممارسة ما حرموا منه. فى رسالة حزينة لصحيفة واشنطن بوست، كتب طبيب أمريكي: عزيزتى أمريكا.. لم تساعدنى خبراتي في الحفاظ على تفاؤلي الفطري. كنت آمل بأننى إذا واصلت تشجيع الناس على الالتزام، ربما سأحدث فرقا، حتى لو استمع لى شخص واحد، لكن كورونا دمر أملى. يبدو أننا استسلمنا له. عندما أقود سيارتى، أرى الناس يتصرفون وكأنهم فى زمن طبيعى. معظمهم لا يرتدى الكمامات، حتى أفراد أسرتى توقفوا عن الاستماع لنصائحى. أشعر بأننى أخاطر بنفسي من أجل بلد لا يبالي، ومع ذلك، لن أتوقف وسأستمر فى الذهاب لعملي انتظارا لمريض يأتي لأعالجه.

فى الأسابيع الماضية، انتشرت أنشودة العودة للحياة. خسرت الحكومات تريليونات الدولارات. روج الإعلام للأنشودة، وكان الناس مشتاقين لكسر الانضباط والتحلل من القواعد. وعلقت الشركات والحكومات آمالا عريضة على اللقاح المنتظر. لكن منظمة الصحة أحبطت الجميع بأن أمامه 6 أشهر ليرى النور.

يبدو العالم فى عجلة من أمره، يريد الناس إغلاق صفحة كورونا السوداء دون أن يكونوا مستعدين، لكن الوباء يضحك ملء شدقيه ساخرا من هؤلاء الحمقى الذين يخاطرون بحياتهم من أجل سهرة أو مصافحة أو كراهية فى كمامة.

نقلا عن بوابة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
بين السياسي والبيروقراطي!

السياسى يستشرف ردود الفعل، يتفاوض ويجس النبض ويساوم ويعدل ثم يخرج بالقرار للعلن. ربما يكون أقل من طموحه لكنه يضع نصب عينيه أن السياسة فن الممكن لا المستحيل.

رسائل الهجوم الأمريكي!

عندما أمر ترامب فى أبريل 2018 بشن هجمات عسكرية على سوريا بعد اتهام النظام السورى باستخدام أسلحة كيماوية فى «دوما»، سارع بايدن ونائبته الحالية كامالا هاريس

أريد عناقا!

في العالم الذي رسمه الروائي البريطاني جورج أورويل بروايته الأشهر «1984»، ينسحق الفرد أمام حكومة خيالية تتحكم في كل حركاته وهمساته. تحسب عليه أنفاسه وأحلامه.

أولياء الأمور والسوبر ماركت!

حتى نهاية الثمانينيات، ظلت الحياة هادئة، إن لم تكن رتيبة، فيما يتعلق بالعملية التعليمية. تدخل الوزارة نادر، والتغييرات طفيفة. اهتمام أولياء الأمور كان

نيتانياهو وعالم اللا معقول!

تابعت الضجة التى أثيرت حول ما ذكره الفنان المصرى الكبير محمد منير فى مكالمته الهاتفية مع لميس الحديدى فى برنامجها المتميز، كلمة أخيرة، حول ماعرض عليه من

زورونا كل سنة مرة!

لست وحدك. تنتخب من يمثلك بالبرلمان أو جهة العمل أو بنقابتك، فإذا به بعد النجاح يقوم بعملية فرار طويلة ولا يعاود الظهور إلا مع استحقاق انتخابي جديد. تبحث

كيف تدمر حزبًا؟!

لأسباب عديدة، تسكن الانقسامات أحزاب اليسار أكثر من اليمين. الانضباط الحزبي حديدي داخل اليمين، بينما التماسك والالتزام ضعيفان لدى اليسار الذي تشله الخلافات

فلاسفة التوك شو!

ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يمتشق فيها مذيع سيفًا خشبيًا يوجه به طعنات من الإهانات والسخرية والإساءات لفئة من الشعب، هو نفسه فعلها

تركة على حميدة؟!

كيف سيتذكر الجيل الجديد مبدعينا وفنانينا والمشاهير الذين يختارهم الله إلى جواره؟. وماذا سيبقى منهم؟ للأسف، ليست هناك إمكانية أو قدرة من جانب كتابنا وباحثينا

فى مدح الإعلام العام!

أحد أسباب توقف الحروب وسيادة السلم في فترات زمنية معينة أن البشر لم يكونوا يتقاسمون المنافع والخيرات فقط؛ بل الحقائق المشتركة أيضًا. الآن، لم تعد هناك

كلمني شكرًا!

«بيبى.. أنا لا أوافق على أى شىء تقوله، لكنى أحبك». هكذا كتب بايدن ذات مرة عن علاقته مع نيتانياهو. مر نحو شهر على توليه الرئاسة ولم يرفع سماعة التليفون

احذف واعتذر!

هاتان الكلمتان رسالة وجهتها صحيفة الجارديان إلى كاتب عمود بعد نشره تغريدة سخر فيها من السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، واعتبرتها الصحيفة كاذبة بل معادية للسامية، لينتهي الأمر بوقف التعامل معه.