Close ad
23-7-2020 | 15:48

هل يمكن أن تعود العلاقات الإنسانية بين الناس مرة أخرى بعد كارثة كورونا إن الشيء المؤكد أن الحياة تغيرت وان الشهور التى عاشها الإنسان معزولا عن كل شيء قد خلفت وراءها إنساناً آخر.. هناك ظواهر كثيرة أصابت الإنسان لقد تراجع الحوار بين الناس ولم يعد الإنسان يتكلم كما كان كنا نشكو قبل كورونا بان مواقع التواصل الاجتماعى قد غيرت طبائع الإنسان وزادت رغبته فى العزلة .. لا أحد يتكلم مع الآخر وان انشغل الأبناء فى المذاكرة والامتحانات ولكن لغة التواصل لم تعد كما كانت فى الكلام والحوار والمشاعر .. إن لغة الصمت التى سيطرت على العلاقات الإنسانية ربما تترك أثراً فى دائرة التفكير وليس الحوار أو الكلام فقط إن عقل الإنسان مثل كل الأجزاء فيه يحتاج إلى التفاعل والحركة وإذا توقف قليلا فإنه يصاب بحالة من التكاسل والتراخى ولا يستخدم الإنسان عقله إلا قليلا.. إن التوقف عن التفكير يمكن أن يصل إلى حالة من الهروب وربما النسيان.. إن الإنسان إذا توقف عن المشى فإن عضلات أقدامه تتراخى وإذا أغمض عينيه وقتاً طويلا فقد الرؤية وإذا توقف لسانه عن الكلام أو الحوار لا يشعر بالرغبة فى الحديث .. إن الإنسان ما بعد كورونا لن يكون كما عاش قبلها هناك تغيرات كثيرة سوف يشعر بها.. وفى تقديرى أن الإنسان سوف يحتاج بعد أن يعود إلى حياته الطبيعية إلى نوع من الحوار وسوف يبحث عن أشياء تحرك خياله وسوف يتذكر عادات نسيها أو أشخاصاً لا يذكرهم انه نسيان مؤقت بعده يمكن أن يستعيد لياقته الذهنية انه مع كورونا جلس شهوراً واعتاد أن يعيش لنفسه وربما انفصل عن أشياء كثيرة حوله من الزمن والأشخاص والأحداث وعليه أن يعود كما كان ولكن الشيء المؤكد انه لن يعود الإنسان القديم.. إذا كان هذا مصير الأشخاص الذين اعتزلوا كل شيء فى بيوتهم فماذا عن المصابين الذين تم شفاؤهم وما هى الآثار التى سوف تتركها الإصابة.. كورونا لم تكن مرضاً بل كانت زلزالا اهتزت به أركان الكون.

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث