خلف الصور البراقة والحياة المرفهة والقصور الفائقة الجمال، تبدو الأسرة الملكية البريطانية فاقدة لفضيلة التسامح ليس فقط تجاه منتقديها والمطالبين بالتخلص منها، بل ضد أى فرد فيها يخرج على قيودها الصارمة. إنها غريزة البقاء التى تلفظ من يعترض أو يتساءل.
انتهت إلى غير رجعة أساليب العصور الوسطى، عندما كان يتم التخلص الجسدى من أى أمير يشكل تهديدا للملك أو الملكية. هناك الآن طرق أذكى وأكثر دهاء ونعومة لكن النتيجة واحدة: الحرمان من نعيم الملكية. قبل 84 عاما، اضطر إدوارد الثامن للتنحى عن العرش لزواجه من أمريكية مطلقة. لم تكتف الأسرة بذلك. جرى تشويه سمعته وتداول أحاديث عن علاقته بهتلر ليظل تاريخه نقطة سوداء.
منتصف التسعينيات، انفصل الأمير تشارلز عن الأميرة ديانا لتنطلق المدفعية الاعلامية الثقيلة تشويها وخوضا بسمعتها. تم تسريب أخبار عن كراهية شديدة لها من الملكة وبقية الأسرة لينتهى الأمر بمصرعها المأساوى فى حادث سيارة بباريس عام 1997. إنها القسوة الملكية التى جعلت من ديانا عبرة لمن لا يعتبر.
يتغير الزمن، ولا تتغير الأسرة المالكة لتمارس نفس السلوك مع هارى نجل ديانا ومع زوجته. من البداية كان وجود ميجان ماركل الأمريكية عبئا نفسيا على كثيرين، لم يتصوروا وجود سيدة مطلقة غير بيضاء بالقصر الملكى. تصيدوا لها الأخطاء وصوروها على أنها متمردة ومثيرة للمشكلاتذ، لينتهى الأمر بتخلى الزوجين عن مناصبهما الملكية مارس الماضى ويسافرا لأمريكا. مع ذلك، لم يتركهما الإعلام وشأنهما. تسريبات وشائعات عن أن الأمير تائه هناك، يكافح بحثا عن دور بدلا من الاكتفاء بوظيفة زوج الست. معزول لا يعرفه أحد. ليس بعيدا أن يحدث طلاق ويعود نادما. صحف بريطانية كتبت (رثاء) لأمير واعد، كان بإمكانه الحصول على كل شيء شريطة أن يلعب اللعبة بقواعد أسرته، أما أن يخلق لنفسه لعبة أخرى، فهذه نهايته.
أمير فقد ظله. العالم كان بمتناوله. ألقاب ومهام ملكية وأضواء ومخصصات وسفريات. الآن هو أمير سابق بأمريكا الكارهة للأمراء والملوك. لا يحظى فيها بشهرة نجم روك مغمور. هكذا حال الدنيا.!
* نقلا عن صحيفة الأهرام