Close ad
21-7-2020 | 18:28

خلف الصور البراقة والحياة المرفهة والقصور الفائقة الجمال، تبدو الأسرة الملكية البريطانية فاقدة لفضيلة التسامح ليس فقط تجاه منتقديها والمطالبين بالتخلص منها، بل ضد أى فرد فيها يخرج على قيودها الصارمة. إنها غريزة البقاء التى تلفظ من يعترض أو يتساءل.

انتهت إلى غير رجعة أساليب العصور الوسطى، عندما كان يتم التخلص الجسدى من أى أمير يشكل تهديدا للملك أو الملكية. هناك الآن طرق أذكى وأكثر دهاء ونعومة لكن النتيجة واحدة: الحرمان من نعيم الملكية. قبل 84 عاما، اضطر إدوارد الثامن للتنحى عن العرش لزواجه من أمريكية مطلقة. لم تكتف الأسرة بذلك. جرى تشويه سمعته وتداول أحاديث عن علاقته بهتلر ليظل تاريخه نقطة سوداء.

منتصف التسعينيات، انفصل الأمير تشارلز عن الأميرة ديانا لتنطلق المدفعية الاعلامية الثقيلة تشويها وخوضا بسمعتها. تم تسريب أخبار عن كراهية شديدة لها من الملكة وبقية الأسرة لينتهى الأمر بمصرعها المأساوى فى حادث سيارة بباريس عام 1997. إنها القسوة الملكية التى جعلت من ديانا عبرة لمن لا يعتبر.

يتغير الزمن، ولا تتغير الأسرة المالكة لتمارس نفس السلوك مع هارى نجل ديانا ومع زوجته. من البداية كان وجود ميجان ماركل الأمريكية عبئا نفسيا على كثيرين، لم يتصوروا وجود سيدة مطلقة غير بيضاء بالقصر الملكى. تصيدوا لها الأخطاء وصوروها على أنها متمردة ومثيرة للمشكلاتذ، لينتهى الأمر بتخلى الزوجين عن مناصبهما الملكية مارس الماضى ويسافرا لأمريكا. مع ذلك، لم يتركهما الإعلام وشأنهما. تسريبات وشائعات عن أن الأمير تائه هناك، يكافح بحثا عن دور بدلا من الاكتفاء بوظيفة زوج الست. معزول لا يعرفه أحد. ليس بعيدا أن يحدث طلاق ويعود نادما. صحف بريطانية كتبت (رثاء) لأمير واعد، كان بإمكانه الحصول على كل شيء شريطة أن يلعب اللعبة بقواعد أسرته، أما أن يخلق لنفسه لعبة أخرى، فهذه نهايته.

أمير فقد ظله. العالم كان بمتناوله. ألقاب ومهام ملكية وأضواء ومخصصات وسفريات. الآن هو أمير سابق بأمريكا الكارهة للأمراء والملوك. لا يحظى فيها بشهرة نجم روك مغمور. هكذا حال الدنيا.!

* نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
بين السياسي والبيروقراطي!

السياسى يستشرف ردود الفعل، يتفاوض ويجس النبض ويساوم ويعدل ثم يخرج بالقرار للعلن. ربما يكون أقل من طموحه لكنه يضع نصب عينيه أن السياسة فن الممكن لا المستحيل.

رسائل الهجوم الأمريكي!

عندما أمر ترامب فى أبريل 2018 بشن هجمات عسكرية على سوريا بعد اتهام النظام السورى باستخدام أسلحة كيماوية فى «دوما»، سارع بايدن ونائبته الحالية كامالا هاريس

أريد عناقا!

في العالم الذي رسمه الروائي البريطاني جورج أورويل بروايته الأشهر «1984»، ينسحق الفرد أمام حكومة خيالية تتحكم في كل حركاته وهمساته. تحسب عليه أنفاسه وأحلامه.

أولياء الأمور والسوبر ماركت!

حتى نهاية الثمانينيات، ظلت الحياة هادئة، إن لم تكن رتيبة، فيما يتعلق بالعملية التعليمية. تدخل الوزارة نادر، والتغييرات طفيفة. اهتمام أولياء الأمور كان

نيتانياهو وعالم اللا معقول!

تابعت الضجة التى أثيرت حول ما ذكره الفنان المصرى الكبير محمد منير فى مكالمته الهاتفية مع لميس الحديدى فى برنامجها المتميز، كلمة أخيرة، حول ماعرض عليه من

زورونا كل سنة مرة!

لست وحدك. تنتخب من يمثلك بالبرلمان أو جهة العمل أو بنقابتك، فإذا به بعد النجاح يقوم بعملية فرار طويلة ولا يعاود الظهور إلا مع استحقاق انتخابي جديد. تبحث

كيف تدمر حزبًا؟!

لأسباب عديدة، تسكن الانقسامات أحزاب اليسار أكثر من اليمين. الانضباط الحزبي حديدي داخل اليمين، بينما التماسك والالتزام ضعيفان لدى اليسار الذي تشله الخلافات

فلاسفة التوك شو!

ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يمتشق فيها مذيع سيفًا خشبيًا يوجه به طعنات من الإهانات والسخرية والإساءات لفئة من الشعب، هو نفسه فعلها

تركة على حميدة؟!

كيف سيتذكر الجيل الجديد مبدعينا وفنانينا والمشاهير الذين يختارهم الله إلى جواره؟. وماذا سيبقى منهم؟ للأسف، ليست هناك إمكانية أو قدرة من جانب كتابنا وباحثينا

فى مدح الإعلام العام!

أحد أسباب توقف الحروب وسيادة السلم في فترات زمنية معينة أن البشر لم يكونوا يتقاسمون المنافع والخيرات فقط؛ بل الحقائق المشتركة أيضًا. الآن، لم تعد هناك

كلمني شكرًا!

«بيبى.. أنا لا أوافق على أى شىء تقوله، لكنى أحبك». هكذا كتب بايدن ذات مرة عن علاقته مع نيتانياهو. مر نحو شهر على توليه الرئاسة ولم يرفع سماعة التليفون

احذف واعتذر!

هاتان الكلمتان رسالة وجهتها صحيفة الجارديان إلى كاتب عمود بعد نشره تغريدة سخر فيها من السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، واعتبرتها الصحيفة كاذبة بل معادية للسامية، لينتهي الأمر بوقف التعامل معه.