Close ad
16-7-2020 | 14:10

أنظر إلي هذه الواقعة الكابوسية، بما تنطوي عليه من تحذيرات مخيفة إلي ما تدهورت إليه أحوالنا، حيث تحرش عدد من تلاميذ مدرسة إعدادية بالجيزة بمعلمتهم التي تبلغ من العمر 50 عاماً، فى أثناء مشاركتها في لجنة الامتحانات، ولم ينقذها سوي زميلاتها، أما مدير عام الإدارة التعليمية، فقد أغفل ذكر الواقعة في تقرير سير الامتحانات، برغم إخطاره بما حدث من قبل المعلمة التي جري التحرش بها علي مرأي ومسمع من الجميع!

ومن المهم الإشارة إلي أن المحكمة الإدارية العليا سجلت الواقعة وقضت بمجازاة المدير، لمخالفته مدونات السلوك وأخلاقيات الخدمة المدنية، وتقاعسه عن اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال واقعة التحرش. وسجلت المحكمة أن المعلمة لم تجد الدعم الكافي من رؤسائها، برغم شكواها وبرغم شهود الواقعة أن التلاميذ تحرشوا بها ولامسوا أجزاء من جسدها بشكل عنيف وغوغائي.

جريمة أخري في سوهاج، ذبح فيها عامل زراعي شقيقته، بمشاركة طليقها، بزعم سوء سلوكها! ولك أن تتخيل دوافع الطليق وتبريراته لنفسه وحماسه في المشارَكة في قتل طليقته!

فلنعترف أن مجتمعنا متهاون إجمالاً في القيام بمواجهة شامِلة فاعِلة لهذه العقلية الذكورية وردع أصحابها، وفي تفنيد الأصول السلوكية المرعبة التي تبرر لصاحبها أن يتحرش بالمرأة من أجل إذلالها وقهرها وإجبارها علي أن تكون موضوعاً لرغبة الذكر، وتبرر، في نفس الوقت، وتتحمس، لقتل المرأة بادعاء أنها اقترفت ما يعني تجاوبها مع رغبة الذكر، ولكن لذكر آخر! وكأن المرأة مادة غير إنسانية مطروحة بين ذكر هنا وذكر هناك، وكأن تبرئتها أو إدانتها متوقفة علي مكانة أو موضع الذكر في تصرفاتها! وكما تري، فهذه العقلية الباقية إلي يومنا هذا، نشأت في ماضٍ سحيق، قبل مجتمع الدولة، حيث تجمعات بدائية في طور التوحش، يسود فيها حكم ومنطق الأقوي، بالعضلات، الذي يقضي بالقتل ببساطة، خاصة إذا كانت الضحية امرأة، ويتساهل ويتسامح هذا المجتمع البدائي مع هذا القاتل، إذا كانت ضحيته امرأة من ذويه، بما يعني احترام ذلك المجتمع لادعاءات الرجل بأن تصرفات المرأة نالت من كرامته!!

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث