Close ad
14-7-2020 | 14:43

ليس أغرب ولا أعجب من ذلك التصاعد الملحوظ في النباح المسعور الذي يستهدف مصر من جانب قنوات الفتنة والتحريض بادعاء الحق المشروع لتركيا في غزو ليبيا، والسعي للسيطرة على مقدراتها بينما يرى هؤلاء الأوغاد أن مصر لا شأن لها بما يجري في ليبيا!

أي عار يلطخ هذه الوجوه الكالحة التي خلعت برقع الحياء لكي تشكك في حق مصر المشروع في الدفاع عن أمنها القومي.

مصر التي تنكرون عليها حقها في حماية حدودها الغربية مع الشقيقة ليبيا ــ التي ابتليت علي يد تركيا بتدفق عشرات الآلاف من الإرهابيين إلي أراضيها ــ هي مصر التي حمت الأمة العربية وهزمت المغول في معركة عين جالوت وهي مصر التي حسمت على أرض المنصورة معركة التصدي للحروب الصليبية، وهي مصر التي أجهضت في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي أطماع تركيا في شمال سوريا.

إن حقائق التاريخ لا يمكن أن تختفي أو أن يجري تغييبها في دهاليز الخلط المتعمد للأوراق ومحاولة إخفائها في فقاعات التحليل الرديء والبذيء لقنوات الفتنة والتحريض، المنشغلة هذه الأيام باحتفالية تحويل كاتدرائية آيا صوفيا إلي مسجد!

إن حقائق التاريخ تؤكد أن الشعب العربي في مصر والشعب العربي في ليبيا يجب أن يظلا على العهد بالحفاظ على علاقات الإخوة والمصلحة المشتركة، التي ربطت بينهما منذ الأبد وإلي الأزل!

والكل يعلم من المحيط إلي الخليج، خاصة شعب ليبيا الشقيق، أن رباط العروبة ليس مرحلة عابرة ترتبط بأي حدث عابر، وإنما عروبة ووحدة المصالح والمشاعر بين البلدين حقيقة راسخة من حقائق الطبيعة ذاتها.

ومعنى ذلك أن الذي تقوم به مصر اليوم لدعم الشعب الليبي في مواجهة الأخطار التي تهدده، وبالتالي تهدد الأمن القومي المصري، هو استمرار طبيعي لما قامت به مصر أمس وعلى طول تاريخها دفاعا عن نفسها وعن أمتها العربية، فما الذي يثير غضب وانفعال هذه الزمرة الكارهة لمصر والتي باعت نفسها لإرضاء أردوغان وخدمة أطماعه غير المشروعة في الثروة الليبية وأوهامه في الزعامة الإقليمية.

إن مصر ــ التي مازال هؤلاء المرتزقة يحملون جنسيتها ــ كان بمقدورها أن تتدخل بشكل مباشر في الأزمة الليبية منذ أن تيقنت من سيطرة الإرهابيين المرتزقة على حكومة طرابلس وعدوانها علي مجلس النواب الليبي لتعطيل تنفيذ اتفاق الصخيرات وما تضمنه من خطوات محددة لإعادة لحمة وبناء ليبيا، ولكن مصر رأت أن تعطي فرصة للجهود العربية والدولية لعل وعسي أن تستفيق حكومة السراج وأن تعي مخاطر ارتمائها في أحضان الفصائل الإرهابية قبل أن تذهب إلي أبعد من ذلك وتستقوي بتركيا. التي لا يشهد لها تاريخ احتلالها لليبيا في الماضي إلا بكل ما هو سيئ ومسئ!

خير الكلام:

<< عندما تموت الضمائر فالخيانة وجهة نظر

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث