Close ad
13-7-2020 | 15:32

لسنا طلاب مشاكل ولا نحن صناع أزمات ولكننا نعرف حدودنا ونريد من الآخرين أن يعرفوا حدودهم وأن يلزموها!

وعلى سبيل المثال فنحن لم نذهب إلى تركيا ولم نسع لابتزازها ولكن تركيا هى التى جاءت إلى ليبيا واستقدمت الفصائل الإرهابية لتكون على مقربة من حدودنا وكأنه لم يكفها أنها ترعى منذ سنوات فلول الجماعة الإرهابية الهاربين من مصر وتوفر لهم ملاذات آمنة ومنصات إعلامية لزرع الفتنة والتحريض السافر والبذيء ضد مصر ليل نهار منذ أكثر من 7 سنوات.

وعلى سبيل المثال أيضا فنحن كنا ومازلنا وسنظل حريصين على حماية العلاقات التاريخية التى تربطنا بإثيوبيا ولكن ما ظهر من مماطلات ومراوغات إثيوبية فى المفاوضات بشأن سد النهضة لم يترك لمصر مجالا سوى أن تؤكد أنها لن تفرط فى حقوقها العادلة فى مياه النيل الذى هو شريان الحياة لمصر وللمصريين ومن ثم فإن حماية هذه الحقوق التاريخية مسألة وجودية هى باختصار كما تقول الثقافة المصرية مسألة حياة أو موت!

ومصر التى تثق فى سلامة مواقفها تجاه القضايا والأزمات لا تجد حرجا فى أن تكاشف الجميع بما تنتوى عمله حيث ترى مصر أنه من المفيد أن يعرف الخصوم قبل الأصدقاء حقيقة نوايانا إذا سيطر العناد على من يستخفون بحقوقنا المشروعة فعندئذ تكون كل الخيارات مطروحة وفى إطار القانون الدولى وثوابت الشرعية الدولية.

وليس سرا أن الموقف جد خطير سواء بالنسبة للأزمة الليبية أو مفاوضات سد النهضة وأن المنطقة كلها باتت على حافة الهاوية ومن ثم يحق لمصر أن تعد عدتها لمواجهة كل الاحتمالات سواء من الناحية السياسية أو من الناحية العسكرية وفق إجراءات وترتيبات تؤمن سرية أى خطوة محتملة لأن السرية المطلقة فى مثل هذه الظروف هى خير ضمان للنجاح وللأمان.

إن مصر شأنها شأن الأمم المحبة للسلام لا تتمنى أن تجيء اللحظة التى يتحتم فيها اللجوء لأحاديث السلاح عندما يتأكد أمام أعين العالم بأسره أن كل الآمال المتعلقة بالسلام قد تحطمت على موائد المفاوضات!

مصر باختصار تحذر ولا تهدد.. تلك حقيقة ينبغى معرفتها حتى لا يخطئ أحد فى فهم موقفها وحدود مسئولياتها.

خير الكلام:
<< من يمارس حقه لا يسىء لأحد!

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث