أكمل ما بدأته أمس عن رؤية الوزير الأسبق خبير الاقتصاد يوسف بطرس غالى فى ندوته التى أجرتها غرفة تجارة الإسكندرية وقوله إن أخطر مافى الأزمة المستمرة أن الدول الغنية وعلى رأسها أمريكا تسعى إلى أن تحتكر لنفسها أى عقار أو علاج يتم التوصل إليه وليذهب الآخرون إلى الجحيم!
ونتيجة أزمة كورونا قال يوسف بطرس إن معدلات الفقر ستزداد فى كل دول العالم. فالبطالة ستزداد، وقد وصلت فى أمريكا حاليا إلى 25 فى المائة وفى أوروبا 15 فى المائة، كما ستنهار معدلات النمو المتوقعة فى جميع الدول، وتقل تحويلات العاملين، وتختفى مدخرات الشركات والمؤسسات والأسر بنسبة كبيرة ، وتتراجع العولمة، وتواجه التجارة العالمية خطرا كبيرا نتيجة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
ويقترح يوسف بطرس للخروج من الأزمة بأقل خسارة زيادة الإنفاق العام بأكبر قدر ممكن، وتخفيض تكلفة التمويل وأسعار الفائدة بنسبة كبيرة، وإعادة تأهيل العمالة وزيادة القدرة التنافسية وتطوير الأجهزة البيروقراطية وزيادة كفاءة الجهاز الإنتاجى وزيادة قدرته على التنافس.
أما كيف سيتم توفير الفلوس اللازمة لذلك فيقول بصراحة: اطبعوا الفلوس التى تحتاجونها! وردا على تأثير ذلك يفرق بطرس بين الدين الخارجى للدولة بالعملة الأجنبية ويمثل عبئا كبيرا عليها يرجو تحاشيه، بينما الدين الداخلى بالعملة المحلية لا خوف منه مهما وصلت نسبته للإنتاج القومى لأن الدولة تقترض من نفسها ومهما زاد لا يخيف.
وهو رأى من الطبيعى أن يثير الجدل بين خبراء الاقتصاد ولكن يدعمه ما شهدته مصر خلال السنوات الماضية من تطوير كبير فى البنية التحتية ومشروعات التنمية فى سيناء والأنفاق التى تربطها ومشروعات الطرق والكهرباء والقناة والمدن الجديدة واكتشافات البترول ووحدات الإسكان والإصلاح الزراعى والاقتصادى وغيرها مما لابد سيسهم بشكل كبير فى الخروج من الأزمة وأصبح خطوة ضرورية لأى تقدم. لقد كان هناك من عارض الرئيس السيسى فى خطواته السريعة للمشروعات، واليوم أصبحت هذه المشروعات باب الأمل الكبير لتخفيف الأزمة والخروج منها!
* نقلًا عن صحيفة الأهرام