رغم عشرات الاجتماعات التى تمت بين مصر والسودان وإثيوبيا مازال موقف إثيوبيا يتسم بالغموض وكأن هناك يد خفية تحرك الأحداث والمواقف.. أن موقف إثيوبيا بهذه الدرجة من التشدد والرفض لكل الحلول يؤكد أن القضية ليست قضية السد أوالمياه ولكن هناك أيد تسعى للإضرار بمصر والسودان ويبدو أن الرسالة وصلت متأخرة، ومن هنا كان التنسيق الكامل فى موقف مصر والسودان حيث اكتشف السودان أن سد النهضة يمثل تهديدا للسدود السودانية وهى تبعد مائة وخمسين كيلو مترا عن سد النهضة، وقد شارك خبراء السودان فى كشف جوانب الخلل فى السد الإثيوبى وانه يحمل كارثة تهدد مصر والسودان.
إننا حتى الآن لانعرف وكان ينبغى أن نعرف الأيدى التى منحت إثيوبيا كل هذه الثقة لكى تفرض رأيها وأنها استطاعت أن تدير معركة ناجحة فى الخارج لمصلحتها، والدليل أن مجلس الأمن لم يحسم القضية وانفرد بها الاتحاد الإفريقى حيث دخل بها إلى لجان فنية أهدرت كل سبل التوافق.
حتى الآن هناك أسئلة كثيرة حول السد الإثيوبى لم نعرف عنها شيئا لم تقدم إثيوبيا أى خرائط حول أساسات السد وكيف بدأ بتخزين 14 مليار متر مكعب وانتهى إلى 75 مليار متر مكعب وهل خضعت عمليات التغير فى طاقة السد إلى دراسات علمية لا أحد يعرف أن أكثر من خبير فى المياه فى مصر والسودان أكدوا أن هناك أخطاء جسيمة فى بناء السد وأن إثيوبيا رفضت تقديم أى مستندات حول صلابة السد أو إمكانيات انهياره.. لقد تعددت الجهات الدولية من الشركات التى شاركت فى بناء هذا السد منها الايطالى والصينى والإسرائيلى والأمريكى فأين الحقيقة عند كل هؤلاء .
إن الأهم الآن أن تجيب إثيوبيا عن هذا السؤال من أين جاء تمويل هذا السد وهل هى مساهمات دول أو مؤسسات أم قروض؟، خاصة أن البنك الدولى رفض أن يدفع مشاركته فى تمويل السد.. إن غموض إثيوبيا فى تشددها أو رفضها للضغوط الدولية يؤكد أننا أمام مؤامرة اكبر من إثيوبيا وأكبر من السد.
* نقلًا عن صحيفة الأهرام