أحدثت أزمة الكورونا زلزالا مروعا فى حياة العالم، من بين آثاره العديدة التى ستظهر تباعا انخفاض حركة السفر بين الدول واضطرار المسئولين من رؤساء وغيرهم إلى إيجاد وسيلة لاتصالاتهم عن طريق ما يعرف بالفيديو كونفرانس «بالصوت والصورة». حتى مجلس الوزراء سيجلس كل وزير فى مكتبه ويجد نفسه فى الاجتماع يناقش مع زملائه قضايا الدولة كل فى تخصصه . أكثر من ذلك عقد مجلس الأمن قبل ايام اجتماعا لأعضائه عن بعد دون أن يغادر أى عضو بلده. وبعد أن كان على الوزير سامح شكرى تحمل عذابات السفر التى كانت تفرضها عليه وظيفته فإنه حضر على البعد اجتماع مجلس الأمن الأخير الذى كان مخصصا لمناقشة قضية سد النهضة وألقى خطابا بالغ التأثير بأسانيده وحججه .
على أن الذى لفت اهتمام الذين تابعوا خطاب الوزير شكرى الذى كان يتحدث من مكتبه على نيل القاهرة، أنه جلس وخلفه إلى يمينه علم صغير لمصر وإلى جوار العلم رأس تمثال فرعونى بالغ الدقة والجمال تساءل الكثيرون عنه وتبين أنه لرأس الملكة الفرعونية نفرتيتى زوجة أخناتون والتى يعنى اسمها الجميلة.
وهو ليس التمثال الأصلى بل هو مستنسخ من الرأس الأصلية الموجودة فى المتحف المصرى بميدان التحرير. وربما كان سامح شكرى هو الوزير الوحيد الذى صنع لمكتبه هذه الخلفية الفرعونية التى تثير تساؤل كل من زاره من الأجانب وأراد أن تكون معه وهو يخاطب مجلس الأمن، ليذكر كل مشاهد بتاريخ مصر الحديث فى علمها والقديم بفنها الفرعونى الذى تفخر مصر بأنها حفيدة هذا الجيل العبقرى صاحب الأعمال الخالدة.
على أن هناك ملاحظة لا يمكن أن تمر وهى أنه بعد ست سنوات على تولى الرئيس السيسى، لم تظهر للرئيس صورة واحدة معلقة فى مكتب حكومى مهما تكن درجة صاحب المكتب، وهذا هو الفرق بين رئيس لا تشغله صورته على الجدران وإنما بلده الذى يعمل فى خدمته ويريده أم الدنيا فى عيون مواطنيه والعالم!.
نقلا عن صحيفة الأهرام