Close ad
2-7-2020 | 15:37

كتاب جون بولتون، الذى يثير اهتماما واسعا الآن ليس الأول الذى يتعرض فيه الرئيس الأمريكى لهجوم وهجاء شديدين. أكثر من عشرة كتب سبقت هذا الكتاب, ولا يذكرها أحد الآن. وهذا هو مآل كتب الهجاء التى تُنشر للنيل من خصم، ولا تقدم أى قيمة مضافة. يعرف المحتفلون بكتاب بولتون أن هدفه الانتقام من ترامب الذى أقصاه من منصب مستشار الأمن القومى، بعد أن ازدادت الخلافات بينهما. وربما يدركون أن بولتون أخطر على المبادئ التى يُفترض أنهم يؤمنون بها أو على الأقل يجهرون بها أمام الناس. ولكنهم يتغاضون عن هذا كله، وغيره، لاعتقادهم أن هجوما ضاريا على ترامب يمكن أن يفيدهم فى الوقت الذى يقترب موعد انتخابات 3 نوفمبر الرئاسية. ربما يبدو احتفاؤهم بكتاب بولتون، والحال هكذا، موقفاً عمليا براجماتيا معتادا فى الحياة السياسية وصراعاتها. غير أن فى هذا التفسير ظلما يقع على البراجماتية، ويجعلها مرادفة للانتهازية السياسية. ربما يراهن خصوم ترامب الديمقراطيون وغيرهم على أن يُحدث كتاب بولتون أثرا فى اتجاهات الأمريكيين المترددين الذين لم يحسموا اختيارهم فى الانتخابات الرئاسية. ولكن ذاكرة هؤلاء الأمريكيين مازالت تختزن وقائع مديح بولتون لترامب، وثنائه الشديد والمبالغ عليه، عقب تعيينه مستشارا للأمن القومى فى 9 إبريل 2018. ويعرفون أن بولتون ترك هذا المنصب بطريقة لا تخلو من إهانة، إذ كتب ترامب على موقع تويتر أنه أبلغ مستشاره للأمن القومى بالاستغناء عن خدماته. ولعلهم يذكرون أيضا أن هذه التغريدة أوجعت بولتون، الذى أسرع فى حينه إلى تكذيب ترامب وقال إنه هو الذى طلب الاستقالة. وليس متوقعا، أن يُحدث كتاب بولتون أثرا يُعتد به فى اتجاهات الناخبين الذين لم يحسموا اختيارهم بعد، خاصة أن ما نشرته بعض الصحف نقلا عنه يتضمن حكايات تبدو مُسلية أكثر منها مؤثرة، مثل عدم معرفة ترامب معلومات بسيطة عن بعض دول العالم. كما أن بعضها يمكن أن يدعم موقف ترامب لدى قطاع مهم من الناخبين, مثل الحكاية المتعلقة بطلبه من الصين زيادة مشترياتها من المنتجات الزراعية الأمريكية لضمان أصوات الناخبين فى المناطق الريفية.


نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
الأكثر قراءة