Close ad
24-6-2020 | 16:32

فى أثناء حملته الانتخابية 2016، قال المرشح ترامب: لن نستمع بعد الآن لأغنية العولمة الكاذبة. العالم، بالنسبة له، عالة على أمريكا، يأخذ منها ولا يعطيها شيئا. بعد 4 سنوات، حقق ترامب الرئيس هدفه. توقفت العولمة أو كادت، وتلاشى التعاون الدولى وفقدت الدول الثقة بالعمل المشترك.

كورونا مثال على ما وصلنا إليه. طالب العلماء البشر بالتباعد الاجتماعى لمنع انتقال العدوي، فإذا بالساسة يطبقون تباعدا سياسيا نتج عنه شلل كامل بالمنظومة الدولية. مجلس الأمن لم يناقش الوباء سوى فى أبريل، أى بعد 3 أشهر من تفشيه. الأعضاء الدائمون انقسموا لمعسكرين: أمريكا وبريطانيا وفرنسا ضد روسيا والصين. الأمم المتحدة عانت سكتة قلبية، وبالتبعية المنظمات الإقليمية الأخري.

فقد العالم، كما يقول جون إيكنبرى أستاذ الشئون الدولية بجامعة برنستون، الثقة بالعمل الجماعي، كما لم يحدث منذ الثلاثينيات فى ذروة ازدهار النازية والفاشية. النظام الدولي، الذى تأسس قبل 75 عاما، ينهار، والفراغ يحل محله. بدلا من التعاون والحلول الوسط، أصبح التنافس والرغبة بالهيمنة واكتساب مناطق نفوذ وتصاعد النعرات القومية، هو البديل.

من يقود العالم؟ أمريكا اختفت وأغلق ترامب أبوابها. وبدلا من أن تقود، راحت تترنح مع خسائرها الهائلة وعجزها عن مواجهة كورونا. الصين، شغلت نفسها، بحملات دعائية لتبييض صورتها بعد أن نالتها الاتهامات بالتسبب فى الفيروس. الاتحاد الأوروبى يعانى التشرذم وعدم القدرة على الكلام بصوت واحد. وروسيا، عضلاتها أكبر من مخها. قوتها الناعمة لا تؤهلها للزعامة.

فى ظل هذا الفراغ، تستغل ذئاب شاردة الموقف لمصلحتها، فتتدخل تركيا بسوريا ثم ليبيا، وتتعنت إثيوبيا فى قضية سد النهضة وترفض ما تم الاتفاق عليه برعاية أمريكية. إنه زمن اللصوص الصغار الذين يحاولون سرقة كرمة العنب مستغلين غياب الحراس.

فترات اللايقين تلك قليلة فى التاريخ. دائما ما ينتصر العقل الجمعى للبشر. انتهى الزمن الذى كان فرد واحد يستطيع توجيه البشرية وتأسيس نظام غير عقلانى أو رشيد. ترامب ليس سوى جملة عابرة، حتى لو استمر 4 سنوات أخري. الفراغ ليس قدرا وترامب أيضا.

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
بين السياسي والبيروقراطي!

السياسى يستشرف ردود الفعل، يتفاوض ويجس النبض ويساوم ويعدل ثم يخرج بالقرار للعلن. ربما يكون أقل من طموحه لكنه يضع نصب عينيه أن السياسة فن الممكن لا المستحيل.

رسائل الهجوم الأمريكي!

عندما أمر ترامب فى أبريل 2018 بشن هجمات عسكرية على سوريا بعد اتهام النظام السورى باستخدام أسلحة كيماوية فى «دوما»، سارع بايدن ونائبته الحالية كامالا هاريس

أريد عناقا!

في العالم الذي رسمه الروائي البريطاني جورج أورويل بروايته الأشهر «1984»، ينسحق الفرد أمام حكومة خيالية تتحكم في كل حركاته وهمساته. تحسب عليه أنفاسه وأحلامه.

أولياء الأمور والسوبر ماركت!

حتى نهاية الثمانينيات، ظلت الحياة هادئة، إن لم تكن رتيبة، فيما يتعلق بالعملية التعليمية. تدخل الوزارة نادر، والتغييرات طفيفة. اهتمام أولياء الأمور كان

نيتانياهو وعالم اللا معقول!

تابعت الضجة التى أثيرت حول ما ذكره الفنان المصرى الكبير محمد منير فى مكالمته الهاتفية مع لميس الحديدى فى برنامجها المتميز، كلمة أخيرة، حول ماعرض عليه من

زورونا كل سنة مرة!

لست وحدك. تنتخب من يمثلك بالبرلمان أو جهة العمل أو بنقابتك، فإذا به بعد النجاح يقوم بعملية فرار طويلة ولا يعاود الظهور إلا مع استحقاق انتخابي جديد. تبحث

كيف تدمر حزبًا؟!

لأسباب عديدة، تسكن الانقسامات أحزاب اليسار أكثر من اليمين. الانضباط الحزبي حديدي داخل اليمين، بينما التماسك والالتزام ضعيفان لدى اليسار الذي تشله الخلافات

فلاسفة التوك شو!

ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يمتشق فيها مذيع سيفًا خشبيًا يوجه به طعنات من الإهانات والسخرية والإساءات لفئة من الشعب، هو نفسه فعلها

تركة على حميدة؟!

كيف سيتذكر الجيل الجديد مبدعينا وفنانينا والمشاهير الذين يختارهم الله إلى جواره؟. وماذا سيبقى منهم؟ للأسف، ليست هناك إمكانية أو قدرة من جانب كتابنا وباحثينا

فى مدح الإعلام العام!

أحد أسباب توقف الحروب وسيادة السلم في فترات زمنية معينة أن البشر لم يكونوا يتقاسمون المنافع والخيرات فقط؛ بل الحقائق المشتركة أيضًا. الآن، لم تعد هناك

كلمني شكرًا!

«بيبى.. أنا لا أوافق على أى شىء تقوله، لكنى أحبك». هكذا كتب بايدن ذات مرة عن علاقته مع نيتانياهو. مر نحو شهر على توليه الرئاسة ولم يرفع سماعة التليفون

احذف واعتذر!

هاتان الكلمتان رسالة وجهتها صحيفة الجارديان إلى كاتب عمود بعد نشره تغريدة سخر فيها من السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، واعتبرتها الصحيفة كاذبة بل معادية للسامية، لينتهي الأمر بوقف التعامل معه.

الأكثر قراءة