مازالت جائحة «كورونا» تشكل الهمّ الأكبر في الجانب الصحي على مستوى العالم، فحتى الدول التي أعلنت انتصارها على الفيروس وخلوها منه، مثل نيوزيلندا، عادت وأكدت ظهور إصابات جديدة، والأمر نفسه بالنسبة للصين وأمريكا والهند، حيث ارتفعت نسبة الإصابات مرة أخرى بعد أن أعلنت احتواء المرض، وعادت الحياة الطبيعية فيها جزئيا، مما يبين بوضوح أن هناك موجة ثانية من هذا الوباء، ولابد من اتخاذ إجراءات الوقاية اللازمة منه بكل دقة وحرص علي عدم تفشي المرض من جديد.
إن الأمر برمته يتطلب يقظة الناس والتزامهم، فالكثيرون غير حذرين، ولا يلتزمون بالتباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات، ويتعاملون باستهتار شديد، خصوصا في المناطق الشعبية والريفية البعيدة عن الرقابة، ولعل «الحملات الشعبية» التي تكونت لهذا الغرض تؤتي ثمارها، ويتم التوسع فيها لتشمل كل المحافظات، ونذكر منها مثلا حملة «إرادة شعب الشرقية»، وهي تهدف للتوعية بمخاطر التزاحم من انتشار الفيروس، وتشارك فيها «الجمعيات الأهلية، الرائدات الريفيات والمجلس القومي للمرأة، والنقابات، ورجال الدين، ومؤسسات المجتمع المدني»، حيث يتحرك المتطوعون يوميا في أماكن التجمعات والأسواق للتوعية بضرورة الحرص على اتباع الإجراءات الاحترازية.
لقد باتت الحملات الشعبية مطلبا مهما لمساعدة الجهات الحكومية في احتواء المرض، وذلك من خلال عدة محاور منها نشر فرق لتوزيع الكمامات للتحفيز على الالتزام، وعدم الخضوع للغرامة، وتعليق لافتات بالمصالح والمواقف، والمحال التجارية بالتعليمات الوقائية، كما ينبغي توجيه حملات تفتيش من الجهات المعنية كالصحة والتموين للتأكد من التزام الصيدليات بالأسعار الرسمية، ومتابعة توفير المستلزمات الطبية بكل مستشفى، وأدوية العزل المنزلي، وكذلك متابعة الإدارة الصحية في تعاملها مع الخاضعين للعزل المنزلي وتعريفهم ببروتوكول عزل المرضى والمخالطين.
نقلا عن صحيفة الأهرام.