حياة المشاهير الخاصة تمثل هوسًا للكثيرين، ليس فى مصر فحسب؛ بل فى العالم، هذا الهوس تضاعف آلاف المرات بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعى، لكن ماهو المباح، وما هو غير المباح، ليس هناك ما يمكن أن يسمى مباحا فى الحياة الشخصية، حتى وإن قام النجم بنشره على صفحاته الخاصة، من صور أو تعليقات، حتى إنه لا يجب أن يتم تحويل ما ينشر كمادة إعلامية إلا بعد موافقته هو.
لكن جرت العادة إن كثيرًا من النجوم ينشرون صورًا لهم ولأسرهم ولأعمالهم وأحيانًا لحفلاتهم، ومناسباتهم الخاصة جدًا عن قصد لتتناقلها وسائل الإعلام، ومن ثم تصبح مشاعًا للجميع ومباحة، فاختلط الأمر ولم يعد من حق أي نجم منع نشر ما يقوم هو برفعه على صفحاته؛ لأنه يعلم مسبقًا أن ما سيقوم بنشره سيصبح مادة إعلامية، "مستباحة".
وما حدث مع النجم شريف منير من تنمر على صور ابنتيه فريدة وكاميليا شيء مؤسف وغير مقبول؛ لكن لا يعفيه هو من المسئولية، فقد أعاد هو نشرها مرة أخرى، وشريف منير فنان موهوب جدًا ومتفاعل مع جمهوره على السوشيال ميديا، ومثل كثير من النجوم ممن يعبرون بآرائهم فى الشأن العام، فيخرج لهم هذا نوعًا من البشر من كارهي كل شيء، نوعًا من الناس تتغذى أحقادهم على صور وتعليقات وآراء النجوم..
وحدث هذا مع معظم الفنانين؛ بل ورجال الأعمال ممن يتفاعلون مع جماهيرهم على تويتر وفيس بوك وانستجرام، يخرج لهم من امتلأت نفوسهم بالأحقاد، ومن ينتمون إلى تيارات معارضة لكل شيء.
أعرف شريف منير منذ سنوات طويلة، فنان واضح وصريح ولا يخبئ حتى من حياته عن جمهوره شيئًا، وقد يكون هو السبب فى إعادته نشر صورة ابنتيه مرة أخرى بعد حذفها، إنه كذلك، لكن نوعًا من الناس يندسون على هذه الصفحات يتربصون بالجميع، وهم احترفوا التنمر على الآخرين، ولديهم مساحات من الوقت لبث سمومهم على هذه الصفحات، يصيبون بها المشاهير؛ لأنهم مادة مباحة للتعبير وتصيد الأخطاء.
وأذكر أن الشاعر أيمن بهجت قمر كان قد عانى منذ فترة من نشره "بوست"، عبر فيه عن رأيه فى موقف ما، ففوجئ بأن ما قاله كفضفضة، وقد تحول إلى مانشيت كبير على صفحات أحد المواقع، مما تسبب له فى أزمة، وهناك المئات مثل هذا الموقف، إما إن يقتحم فيها البعض حياة المشاهير فيحولون كل صغيرة وكبيرة تنشر على صفحاتهم إلى مادة إما للتهكم أو للتنمر أو تنشر كتصريحات، وهو لا علاقة له بمهنة الصحافة أو الإعلام عامة.
ولكن لا يمكن أن نعفى بعض المشاهير من المسئولية، إذ إن هناك من ينشئون الصفحات خصيصا بهدف نشر إنتاجهم أو للتواصل من خلالها، فلم تعد هناك خطوط حمراء وما ينشر أصبح مباحًا، وحتى ما لم ينشر ويعرف قد يتحول إلى شائعة عن موت أو زواج أو ارتباط، على صفحات التواصل الاجتماعي، وما يعلمه المشاهير جيدًا أن الصحافة ليست هى السبب؛ بل بعضهم من قصد توصيل المعلومة أو الصور لجمهوره ومواقع ليست لها علاقة بالمهنة تعمل من تحت بير السلم، هى من تشوه صورة الإعلام، فقد تم الكشف مؤخرا عن نقابة وهمية تمنح عضوية بأجر، وقام السيد نقيب الصحفيين ضياء رشوان باتخاذ اللازم تجاهها.
حياة المشاهير ليست مستباحة، لكنها مباحة إن قاموا بنشر معلومات عن أعمالهم أو صور عن مناسباتهم؛ لأن صفحاتهم تحولت إلى منابر يخاطبون منها الجماهير.