صفات كثيرة يعرفها كل من يتعامل مع السيد سامي شرف أشهر شخصية شغلت منصب مدير مكتب الرئيس جمال عبدالناصر وسكرتير الرئيس للمعلومات ثم وزيرا لشئون رئاسة الجمهورية، من أبرز هذه الصفات الوفاء المثالي والحب للرئيس عبدالناصر.
في منزله بمصر الجديدة يعيش سامي شرف يتفاعل مع الأحداث ويتبادل الاتصالات مع الأصدقاء وغير الأصدقاء، يطالع باهتمام الصحف كما يتابع الفضائيات ولا يتردد لحظة في مبادرة الاتصال بكاتب رأي أو مقال يثني في الاتصال علي الفكرة والأسلوب بجانب أنه يتمتع بذاكرة قوية يستدعي معها التواريخ والتفاصيل التي مر عليها أكثر من سبعة عقود من عمر الزمان وكان شاهدا عليها بحكم مسئولياته كما لو كانت أحداث الأمس القريب.
هنا أذكر قصة تكشف عن مدى عمق هذه الشخصية حيث كنت أتحدث معه هاتفيا قبل 4 سنوات تقريبا وكان إلى جواري صديق من لبنان وطلب التحدث إليه وعندما دارت المحادثة ـ وكانت بالمصادفة يومها ـ ذهل الصديق اللبناني من حديث سامي شرف ؛ حيث قال له تعيش وتتذكر اليوم ذكرى وفاة المناضل اللبناني معروف سعد .
سامي شرف احتفل في ابريل الماضي ببلوغه 91 عاما متعه الله بالصحة والعافية فهو ذاكرة مصرية حية تشهد علي التاريخ الحديث بأدق التفاصيل والحقائق مهما تكن مغايرة لرأي البعض فهو قطعا لديه الصورة كاملة بعيدا عن انطباعات البعض وهوي البعض الآخر حبا أو كرها لسيرة ومسيرة عبدالناصرالتي شكلت عقدين في تاريخ مصر والقارة الإفريقية والوطن العربي.
في الأسبوع الماضي حلت ذكرى نكسة 5 يونيو 1967 وتبادل البعض المواقف حسب الهوي لكن لايزال هو يعتبرها نكسة انطلقت بعدها بأيام حرب الاستنزاف تمهيدا لانتصار أكتوبر المجيد.
في الذكرى السادسة والتسعين لميلاد الرئيس جمال عبدالناصر أجريت معه حوارا نشر في الأهرام يوم 19 يناير 2014 كان متعجبا فيه من عدم معرفة شباب الإعلاميين له وجاء عنوانه علي النحو التالي:
سامي شرف : سألني الشباب أمام ضريح عبدالناصر في عهد من كنت وزيرا؟
وذكرت في مقدمة الحوار «واجه سامي شرف - أشهر من شغل منصب سكرتير رئيس الجمهورية للمعلومات في تاريخ مصر الحديث و وزير شئون رئاسة الجمهورية - موقفا صعبا في الاحتفال بالذكري السادسة والتسعين لميلاد الرئيس جمال عبدالناصر بعد أن قدمه للإعلاميين في المناسبة المهندس عبدالحكيم عبدالناصر .. ثم سأله أحد الإعلاميين هل كنت سكرتيرا ووزيرا في عهد عبدالناصر أم السادات أم مبارك؟».
شعر الرجل بالصدمة لعدم معرفة بعض الإعلاميين بدوره برغم أنه كان حاضرا في لحظات فارقة في التاريخ المصري.
وقال سامي شرف متأثرا: أحرص على الوجود في كل مناسبة تخص اسم الرئيس جمال عبدالناصر تلك الشخصية التي عاصرتها 21 عاما متواصلة وكان رئيسا لمصر ومن أبرز الزعماء الكبار في العالم، ويكشف عن أن سر قوة شخصية عبدالناصر كانت في بساطته فهو لم يتغير في أي شيء بعد أن اصبح أول رئيس للجمهورية واستمر في نفس عاداته وحياته حتي يوم رحيله عام1970.
وأضاف، كان آخر ظهور لي في مناسبة ذكري ميلاد الزعيم جمال عبدالناصر السادسة والتسعين ذهبت للاحتفال بها في مسجد عبدالناصر الذي به ضريحه، وبالمناسبة شعرت بصدمة من ضعف المعلومات التاريخية عند بعض الشباب.
وقال: حزني ليس بسبب عدم معرفة هذا الجيل بي لكن عدم الإلمام بتاريخ مصر الحديث، وليس القديم والغريب أن البعض منهم سألني هل أنت كنت وزيرا؟ وكان جوابي نعم وتكرر السؤال في عهد من.. هل الرئيس عبدالناصر أم السادات أم مبارك، لحظتها شعرت بحجم المشكلة.
ووصف الرئيس عبدالناصر بأنه كان إنسانا بمعنى الكلمة وكان يردد دائما المثل الشائع: «امشي عدل يحتار عدوك فيك»، وهو شخص بسيط في كل شيء ومن أول تاريخه حتى يوم وفاته لم يتغير، وهو نفس الشخص الذي عرفته أول مرة عام 1949 حتى رحيله عام 1970 وقد عاش حياة قصيرة فقد رحل عن52 عاما و8 أشهر و13 يوما ظهر فيها على مسرح التاريخ لمدة 18 عاما لكنه أنجز الكثير لوطنه وأمته.