كان للمصريين القدماء السبق فيه.. محاضرة نادرة توضح مراحل صناعة التليفون | صور

كان للمصريين القدماء السبق في ابتكار كافة سبل الحياة التي نعيشها الآن، من الأحذية إلى المقاعد والحلي وغيرها من علامات التحضر، لكن هل كان للمصريين القدماء يد في اخترع التليفون، أو التمهيد له؟

الإجابة هي نعم، ويؤكد ذلك مذكرة نادرة صادرة عام 1933م تنفرد "بوابة الأهرام" بنشرها، بالتزامن مع مرور أكثر من 145 سنة على إجراء أول تجربة للتليفون اللاسلكي والتي حدثت في مثل هذا الشهر يونيو من عام 1895م، حين تمكن العالم الإيطالي ماركوني في2 يونيو من عام 1875م، من إرسال إشارات وتلقيها علي مسافة ميل ونصف من خلال التلغراف، لتتوالي الأبحاث العلمية بعدها، حتى وصل العالم لماهو فيه من اختراعات فذة وحديثة في مجالات الاتصالات، والتقارب بين الدول.

تضمنت تلك المذكرة محاضرة لشكري أباظة أفندي، مساعد مهندس بمصلحة التليفونات والتلغراف المصرية، وكان قد ألقى محاضرته عن تطور التليفون بمتحف السكة الحديد في فبراير 1933، حيث كشف أباظة أفندي عن بدايات التليفون في العصور القديمة، قبل اختراع الكهرباء. وأوضح أن الإنسان أراد أن يبذل مجهودًا كبيرًا لاتساع دائرة الصوت، فابتكر الطبلة يقرعها فيسمع البعيد صوتها فيجتمعوا حيث كانت الطبلة تحذر من الحروب والإغارة، وصارت حيوانات الغابة تسمعها فتختبئ عند سماعها.


وجاء المصريون القدماء والإغريق فحفروا في معابدهم أنفاقًا أسطوانية تنتهي بفجوات حتي إذا تحدث شخص في بداية النفق يسمعه من يقف في نهايته، وكان هذا الابتكار كما يوضح أباظة في محاضرته النادرة هي الطريقة الأولي للتوصل لتليفون الأنابيب، مضيفًا أن هذه الطريقة مازالت موجودة في مصر سواء في المصانع والبنوك والمنازل، وأكثر من يستخدمها البوابون في منازل مصر حيث يتخاطبون مع زملائهم على الأسطح بالقرب من مزاريب المياه، والتخاطب من الدور الأرضي إلى الدور الأعلى.

تم استخدام البوري والأبواق للكلام والسماع وللتخاطب بين مركب وآخر في البحار، حيث كانت هي الطريقة الأولى لتوصل البشرية للتليفون أيضًا، ويضيف شكري أباظة أفندي أن نهايات القرن الثامن عشر، كان يمتاز بالنهضة بالعلمية، وقد سبق اختراع التليفون الحديث بشكله الحالي، اكتشافات وأبحاث في الكهرباء والكيمياء، وخاصة بين عامي 1774م -1838م، وهي كثيرة جدا منها نظرية روبرت هوك لكيفية نقل الصوت لمسافات بعيدة .


وفي العام 1831م توصل العالم هويتسون لتليفون "المحبين"، وهو عبارة عن قرصين متصلين بخيط مشدود ينقل بواسطتهما الصوت، وهو التليفون الذي استخدمه الأطفال في جميع بلاد الدنيا، حيث كان عبارة عن صندوق آلة موسيقية، بعصا من الخشب، فإن دق علي إحدي الآلتين رد صندوق الآخري نفس النغمات.

وأظهرت المذكرة أيضًا، اختراع العالم جراهام بل في التليفون الذي كان يستخدم في السماع والكلام، والاختراع الآخر للتليفون من خلال جراي الذي رفع قضية في المحاكم من أجل اختراعه، كما تم اختراع ناقل الصوت من قبل أديسون، شيخ المخترعين، وكذلك شرح ظاهرة الميكـرفون وأجهزة النداء، وحتى ظهور السنترالات ومنها سنترال العتبة وسنترال الإسكندرية الذي تأسس عام 1881م ،وسنترال بورسعيد عام 1883م .


وكانت الأسلاك النحاسية هي البداية قبل عمل أبحاث لأسلاك يتم مدها في الأرض، وهي الطريقة التي كانت مصر من أوائل الدول التي استخدمتها مثلما كانت من أوائل الدول التي عرفت التليفون،حيث تم مد الأسلاك في برابخ من الفخار تحت الأرض.

وأوصى شكري أباظة، بأن يتم استخدام التليفون في الإشراف على القطارات والاتصال بها من خلال التليفون اللاسلكي، ومعرفة منسوب المياه، وتحديد موقف الطائرات وغيرها، وهو ما تحقق فيما بعد، مؤكدا أن الزمن القادم سيشهد الكثير من اختراعات حديثة في التليفون وتطوره.