Close ad
18-5-2020 | 14:15

ليس هناك ما يدعو إلى التفاؤل، إذا لم نعالج أسباب هذه الظاهرة التى تتعاظم بالتساهل مع أخطاء بعض من يتحصنون وراء مناصبهم أو ثرواتهم أو مكانتهم الاجتماعية أو صلاتهم ببعض ذوى النفوذ! فقد فوجئ الرأى العام الجمعة الماضى بأحد ممثلى السينما يعتدى بدنياً على فرد أمن فى (كومباوند) سكني!

وطبقاً للشريط الذى راج سريعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، الذى يعرض الواقعة بالصورة دون صوت، فقد كان الممثل فى سيارته الفخمة أمام إحدى البوابات ويظهر فرد الأمن يتحدث إليه، فإذا بالممثل يخرج من سيارته فى حالة غريبة من الانفعال، ويدفع فرد الأمن بقوة بيديه الاثنتين، ثم يتجاوزه إلى ناحية الكابينة، ثم يعود له ليدفعه إلى الحائط بقوة أكثر، ثم يستقل سيارته ويغادر مسرعاً!

وأما الأكثر غرابة من أن الممثل لا يكترث بكاميرا الأمن التى تسجل ما يحدث، فهى حالة الفزع التى انتابت فرد الأمن وسلبيته التامة إزاء العدوان عليه! وحتى الآن لم تصدر أى جهة أى كلام عن أى إجراء يرد الاعتبار لفرد الأمن، ويعد بمحاسبة الممثل، ويشفى غليل الرأى العام المجروح مما حدث! ويبدو أن النقابة التى ينتمى لها الممثل لا تري، حتى الآن، أنها طرف فى الموضوع، ما دام أنه شخصياً لم يتعرض لأذي! وكأنها لا تكترث بأن الواقعة تسيء إلى صورة عموم أعضائها الملتزمين!

لو كانت مثل هذه الأمور تجد الحسم البات السريع، فإن الراغبين فى اقترافها سوف يترددون كثيراً، ولن ينطلقوا بهذه الجرأة والفظاظة! ولكن الواقع يقول شيئاً آخر، حيث لا يبدو، حتى الآن، أن هناك حسماً سريعاً فى الأفق لحادثة اقتحام أحد النواب لمستشفى تابع لوزارة الصحة واستحضاره من يصور الواقعة التى يزعم فيها أنه يقوم بواجبه الرقابى كنائب، ويظهر متباهياً بقوته وبقدرته على التجاوز الخشن مع الأطباء، وهو يُعَنِّفهم عما يقول إنه تقاعس منهم فى أداء واجباتهم! فى وقت كان معظم طاقم المستشفي، بكل التفاني، مكلفين للقيام بإنقاذ الحالات الحرجة من مصابى جائحة كورونا فى مستشفيات العزل.

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث