Close ad

عن المسئولية الوطنية.. وجيشنا الأبيض

18-5-2020 | 10:20

أعرف أن هناك بنوكا ورجال أعمال قدموا الملايين لدعم احتياجات مستشفيات العزل والحميات وحماية الأطباء والأطقم الطبية ولكن يظل الأمر أكبر والتحديات أخطر وما يجب أن يقدم أكثر نتيجة لما اتخذته دولة 30 / 6 من إجراءات اقتصادية صعبة أكد الاقتصاديون ضرورتها لمواجهة ميراث فساد امتد لعشرات السنين وأضاع على المصريين ثروات وأموالا واستحقاقات إذا دفعت بعض أثمانها الحقيقية أو حوسب من ارتكبوها لاستطاعت مصر أن تعبر الأزمتين أو الكارثتين بأقل الأضرار وهما كارثة الآثار الاقتصادية لوباء كورونا والبلاء والميراث الثقيل للفساد وما أكثر ما كتبت وأشرت فى مقالات سابقة لمصادر تمويل متوفرة تستطيع ان توفر لمصر ما تواجه به انهيارات التعليم والصحة والبنية الأساسية فى أغلب قرى الريف والصعيد وتنمية سيناء وتوثيق روابطها بباقى أراضى مصر وهو ما يتم الآن ورصد له 66 مليار جنيه وزراعة الصحراء بعد أن دمرت المساحة الأكبر من أخصب أراضينا الزراعية فى الوادى القديم والتى لا تتوقف حملات الاسترداد والإزالة لما يتم بناؤه فوق ما تبقى منها حتى الآن ولدرجة ما أعلنه دكتور فاروق الباز من أنه إذا استمرت معدلات التجريف والبناء فلن يتبقى شبر واحد لزراعته فى الوادى القديم عام 2050، ومع ذلك لا تتوقف المحاولات لتخفيف وإيقاف العقوبات والغرامات وفى تصريحات الأسبوع الأخير لوزارة الرى أنه أزيل 226 تعديا على نهر النيل وشبكة الترع والمصارف فى أنحاء الجمهورية خلال الأسبوع الأول من مايو الحالى فقط وأزيلت حالة تعد لنائب فى البرلمان على خمسة آلاف متر من حرم النيل وتعلية منسوب الأرض فى إحدى قرى محافظة الجيزة وردم المجرى المائى للبناء فوقه!!

> الأزمة الاقتصادية التى ضربت أكبر اقتصاديات العالم بسبب كورونا لا تحتاج إلى أدلة والشواهد على الأزمة فى مصر كثيرة وفى مقدمتها الاضطرار إلى قرض عاجل من صندوق النقد الدولى ورد فعل المستثمرين الأجانب على تداعيات الوباء وغموض مستقبل الاقتصاد العالمى بسحب أموالهم من الأسواق الناشئة.. ويحدث هذا فى الوقت الذى تكاد تتوقف تحويلات العاملين بالخارج بعد عودة عشرات الآلاف منهم وتوقف السياحة بينما تواصل مصر التزاماتها الواجبة لدعم العمالة المؤقتة وتعفى القادرين من الضرائب رغم تناقضها مع فروض العدالة والحماية والسلام الاجتماعى بدلا من أن تبادر القوى المالية التى تكونت وتربحت وكبرت من استغلال كنوز هذا الوطن إلى إجراءات ترد بعض دينها إليه وتشارك الدولة فى إجراءات تخفيف آثار الأزمة...

إن لم تكن هذه التحديات والمخاطر تستدعى وتفرض أعمالا ومسئوليات ومشاركات اجتماعية واقتصادية ووطنية وأخلاقية فمتى ؟!! والقيام بمشروعات إنتاجية تنهى بطالة الشباب وتنشر وتوسع أسواق العمل وتنهى أزمات العمالة المؤقتة وتضاعف الإنتاج الزراعى والصناعى وتنشئ صناديق للمخاطر لمواجهة أى أزمات غير متوقعة مثل أزمة هذا الفيروس التى تفجرت والظهير الشعبى للدولة يقف على بدايات التقاط أنفاسه وجنى بعض ثمار ما اتخذ من إجراءات وقرارات اقتصادية قاسية تحملوها بشجاعة وصبر وكان الأولى أن يحمل العبء الأكبر منها الأقوى والأقدر الذين أرجو أن يجعلوا من المشاركات الواجبة عليهم الآن اعتذارا وتخفيفا من آثار ما لم يؤدوه لحماية العدالة والسلام الاجتماعى والأمن والاستقرار ويتبقى على الحكومة ترتيب للأولويات وتنفيذ للعاجل فقط من المشروعات وترشيد للإنفاق الحكومى والمسارعة الى القوانين التى تسد الثغرات التى يتسرب منها الفساد والمفسدون الذين تواصل الرقابة الإدارية ملاحقتهم والقبض على بعضهم.

> حذرت أن ينسينا الاهتمام الواجب لمكافحة كورونا معالجة ما يمتلئ به الواقع الصحي وأحوال المستشفيات والعلاج والأطباء والمرضى من مشكلات وهذا ما يحدث الآن فى الظروف الصعبة لجيشنا الأبيض على خطوط المواجهة الأولى من أخطار الجائحة والتى اسقطت ضحايا بين الأطباء وأطقم التمريض... واشادتنا الواجبة بهم لن تتحقق إلا بحل المشكلات التى تهدد بتراجع المهنة والخبرات والمهارات التى اشتهر بها الطبيب والتمريض المصرى وتنعكس على حياة المواطنين ويجب ان نقف بانتباه أمام الازمة عندما يحذر ثلاثة من اكبر أساتذتها واعلامها فى مجالاتهم من هذا التراجع فيجب أن تكون هناك وقفة جادة وحازمة لمعالجة ما أشار اليه الأساتذة د.محمد غنيم ود.صلاح الغزالى ود.محمد أبو الغار عن رفض وزارة الصحة تكليف 6500 من دفعة الأطباء الجديدة بالنظام القديم ورفض الوزارة أيضا تعديل عيوب النظام الجديد التى وصفتها نقابة الأطباء بالكارثية وتضر بمستوى تدريب الأطباء بالزمالة المصرية وتسبب عجزا كبيرا فى قطاع الطب الوقائى فى الوقت الذى يطرح فيه ما لم يحدث فى مكان آخر فى العالم وهو تحويل الصيادلة إلى أطباء بشريين!! على حساب من جودة المهنة والمرضى والأطباء أرجو من الطبيب الكبير محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس أن ينهى هذا الخلاف بين الوزارة والنقابة واعتقد انه ليس أدل على تردى الواقع الصحى مما نشرته بعض الصحف فمثلا فى 11 مايو الحالى كتبت الأخبار المستشفيات ترفض مرضى الالتهاب الرئوى لتشابه الأعراض مع كورونا.. تكدس فى الحميات ونقص الرعايات.. واختفاء شبكات الأكسجين. ألا يكفى أيضا ما توالى كشفه من استقالة أطباء مصر وهجرة عدد منهم خلال السنوات الخمس الأخيرة.

> تحية للجهود المخلصة لجيشنا الأبيض ومن استشهد أثناء أداء مهمته المقدسة وضرورة دعم أنظمة حمايتهم وتحية أيضا لقرار رئيس مجلس الوزراء لعلاج الطبيب الذى فقد بصره أثناء أداء مهمته الإنسانية على نفقة الدولة.

> ويتبقى تساؤل مهم ينتظر إجابة من وزارة الصحة.. ألم يلفت انتباه أحد الأعداد الكبيرة لإعلانات تدعو للتبرع لمرضى الأورام من الكبار والصغار وهذه الأرقام المتزايدة من مستشفيات الأورام سواء الموجود بالفعل او تحت الإنشاء فى القاهرة والمحافظات.. هل هناك إحصاءات دقيقة بمرضى الاورام ونسب الزيادة وأسبابها والمتوفر أو غير المتوفر من وسائل العلاج والوقاية؟ مؤشرات الخطر التى تكشفها دعوات تبرع فى رمضان توجب مواجهات وسياسات صحية تضاف الى الانجازات المهمة التى حققتها مبادرات الرئيس سواء القضاء على فيروس سى أو الاهتمام بصحة المرأة وعلاج إمراض العيون وفقد السمع ومسح التقزم والأمراض السارية بين الطلبة.. شفى الله الجميع.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة