Close ad
13-5-2020 | 15:00

لا يخفي أن التأخر في اختراع لقاح يقي الناس من الإصابة بفيروس كورونا أدي إلي اهتزاز الثقة في العلم، وقدرته علي تحسين حياة البشر وحل مشكلات كبيرة تواجههم، وأتاح فرصة تاريخية لظهور العقل الخرافي الذي يشكك أصلا في العلم، وينكر قيمته، ويُركز علي استخداماته الضارة في إنتاج أسلحة فتاكة وغيرها.

ولذا، يواجه العلم تحديا لا سابق له منذ فترة طويلة، ويعيده إلي عصر المعارك الكبري التي تقدم من خلالها، منذ المعركة الأولي التي خاضها كويرنيكوس وحققت نقلة في معرفة الكون، عندما اكتشف أن الأرض تتحرك وتدور حول الشمس، وليست ثابتة وجامدة، وأحدث التحول من فكرة مركزية الأرض إلي نظرية مركزية الشمس. ومعروفةً قصة تضحية العالم جيوردانو برونو بحياته ثمنا لإصراره علي صحة ذلك الإنجاز العلمي، ونجاة جاليليو في اللحظة الأخيرة من مصير مشابه.

 

ليس الأمر علي هذا النحو الآن. لكن العودة إلي مرحلة إرهاصات التقدم العلمي الراهن ضرورية للتذكير بحجم التحدي الذي يواجه العلم منذ أن ظهر فيروس كورونا، وأصاب الملايين، وحصد أرواح مئات آلاف البشر. وربما تكون استجابة العلم لهذا التحدي اقتربت إذ تأكد أن معهد جينير في جامعة أوكسفورد حقق تقدما في إنتاج اللقاح المنتظر ضد الفيروس، وأن إنتاجه يمكن أن يبدأ في سبتمبر المقبل، بعد إكمال التجارب الجارية الآن، والتداول مع علماء في جامعات ومراكز أبحاث أخري في العالم. ويخلق هذا التقدم، الذي أكده معهد الأمصال الهندي, ويحدث مثله في محاولات أخري هنا وهناك, حالة تفاؤل بقدرة العلم علي الاستجابة لتحدي كورونا في فترة معقولة.

فمعهد الأمصال الهندي يعد أحد أكبر مؤسسات صناعة اللقاحات والأمصال في العالم. ولشهادته، بالتالي أهميتها، خاصة عندما يعلن أنه بدأ في الإعداد لإنتاج ملايين العبوات من هذا المصل فور الانتهاء من التجارب والمداولات بشأنه. وهذا هو ما يتطلع إليه من يؤمنون بقدرة العقل الإنساني علي تحقيق الخير، برغم استخدامه في أغراض شريرة، وكذلك من لم يفقدوا ثقتهم في أن العلم غير حياة البشر إلي الأفضل، برغم أنه مسئول عن جوانب عدة من شقائهم.

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث