Close ad

الجنرال "كوفيد ـ 19" و"السيدة ذات المِصباح"

11-5-2020 | 12:11

يعيش العالم أجمع أجواء حرب بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. هي حرب مواجهة ومكافحة فيروس كورونا أو ضد حرب شرسة يقودها جنرال شرس هرب من أمامه العالم أجمع، وأصبحت عواصم العالم خاوية على عروشها بسببه.. الجنرال أركان حرب "كوفيد ـ 19" ولكل حرب أبطالها وشهداؤها..

أما عن أبطال حرب "كورونا" فهم الطواقم الطبية من أطباء ومساعدين وممرضين.. الممرضون الذين يدوسون بأقدامهم الخطر ويواجهون الموت في كل لحظة ويقفون في الصفوف الأولى على طول خط المواجهة مع الفيروس الغادر القاتل.. ويقودون المعركة معه وجهًا لوجه بسبب اختلاطهم المباشر مع المرضى وطواقم التمريض بجوار الأطباء أخطر الفئات المٌعرضة للإصابة بالفيروس اللعين نتيجة اختلاطهم المباشر مع المرضى بحكم ظروف عملهم الذي يجبرهم على الاقتراب من المُصابين.. ويبقى الممرضون هم الأبطال الحقيقيون خلف الكواليس..

ومنذ تفشي وباء الكورونا وتأتينا الأخبار كل يوم بأرقام إصابات ووفيات لأبطال من الجيش الأبيض.. جيش التمريض الذي يقف في خط المواجهة الأول مع الموت في جميع دول العالم وجاءت ذكرى الاحتفال بأسبوع التمريض (من 6 إلى 12 مايو) من كل عام في أمريكا وأوروبا في ظل هذه الأجواء المشحونة بعشرات القصص والبطولات لطواقم التمريض من الجيش الأبيض.. الذين يساندون المرضى ويسهرون على راحتهم من جانب ويحاربون الفيروس من جانب آخر، ويقف الممرضون كخط دفاع أول للحفاظ على حياة أشخاص لا يعرفونهم وحماية مجتمعاتهم من خطر الوباء الذي ينتشر حول العالم، وأظهرت أزمة تفشي فيروس كورونا مدى بسالة هؤلاء والجهد الكبير الذي تبذله فرق التمريض؛ من أجل مساعدة المرضى والسيطرة على المرض ومكافحة الوباء.

وواجب علينا الإشادة بهم والوقوف لهم احترامًا  وإجلالًا  وتقديرًا.. ومنظمة الصحة العالمية من جانبها أعلنت عام 2020 عامًا لكادر التمريض، وسيتم تكريس يوم الصحة العالمي هذا العام للاحتفال بالتمريض وتسليط الضوء على التزامهم وعملهم الشاق حتى يكون عالمنا أوفر صحة وأكثر أمنًا ومكانًا أفضل؛ خاصة في ظل ما يواجه العالم من خطر داهم بسبب وباء فيروس كورونا ويخاطرون بحياتهم وهم يكافحون مرض "كوفيد ـ 19"..

ولا يقتصر الأمر على احتمال إصابتهم بالعدوى، بل يواجهون أيضًا الضغوط والتعب والإرهاق بسبب مضاعفة ساعات عملهم الطويلة؛ بل وللأسف في بعض المجتمعات يتعرضون للتنمر والعنف.. ولذلك فمن المهم الآن أكثر من أي وقت مضى أن نشيد بطواقم التمريض وجميع العاملين في القطاع الصحي حول العالم.. ولذلك سيكون عام التمريض متزامنًا مع مرور 100 عام على ذكرى ميلاد مؤسسة مهنة التمريض الحديث فلورنس نايتينجيل البريطانية الجنسية المٌلقبة بـ "السيدة ذات المصباح".. من هي فلورانس نايتينجيل؟

هي مؤسسة التمريض الحديث، وكان لها باعٌ طويل بالكفاح في سبيل هذه المهنة الإنسانية، عرفت نايتنجيل بـ"سيدة المصباح" أو "السيدة حاملة المصباح"، من أجل وضع أسس وقوانين لحماية المهنة والعمل لتطويرها، وفي العام 1907 حصلت على وسام الاستحقاق تقديرًا لمشوارها الطويل في خدمة المرضى ومداواة الجرحى خلال حرب القرم ما بين 1854 و1856 ..

هذا وتشير الأرقام التي أوردتها منظمة الصحة العالمية إلى أن العاملين في التمريض يشكلون حوالي 50% من القوى العاملة الصحية عالميًا ووفقًا لنفس الأرقم، فإن النساء يمثلن 70% من القوى العاملة في مجال الطواقم الطبية والتمريض مقارنة بنسبتهن في كل قطاعات التوظيف، وقدرها 41%..

ولا يزال العالم وفي ظل تفشي وباء الكورونا الذي لا نعلم ولا يعلم له أحد نهاية قريبة.. سيظل العالم في حاجة إلى أكثر من 10 ملايين عامل إضافي في مجال التمريض بحلول عام 2030 .. حسب أرقام منظمة الصحة العالمية.. وللحديث بقية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: