7-5-2020 | 04:34
الصدق كالسيف إذا وضع على شيء قطعه، وإذا واجه باطلًا صرعه، وإذا نطق به عاقل علت كلمته، فهو مفتاح لجميع الأعمال الناجحة، لكن البعض يرسمون صورة على وجهوهم تختلف تمامًا عما بداخلهم، ومن ثمّ يكونون غير صادقين مع أنفسهم، ولا يمكنهم أبدًا الوصول إلى حالة السلام النفسى الداخلى، ومن ثمّ لا يتحقق لهم النجاح الذى ينشدونه.
إن الشخص الصادق جدير بالثقة، وقد وصف الله سبحانه وتعالى أنبياءه بالصدق، فهي صفة غير قابلة للتجزئة، بمعنى أنه لا يمكن أن يكون الإنسان صادقًا مع بعض الناس، وغير صادق مع الآخرين، وتمتد جذور هذه الصفة داخل نفسه، فيكون أمينًا معها يعرف قدرها، ولا يبالغ فيها ولا ينقص منها، ولا يلون آراءه حسب هوى الآخرين أو مناصبهم، وهو فى ذلك قد يواجه مواقف صعبة تتطلب منه شجاعة وحنكة فى التعامل، مع عدم التخلي عن قول الحقيقة، وينعكس ذلك عليه باحترام الناس وتقديرهم، وتكون سمعته لدى الجميع طيّبة، وبالطبع فإن للأسرة دورا مهمًا في تعليم أطفالها الصدق من خلال التعامل معهم على أساسه.
وعلى كل منا أن يدرك واجبه ويستوعب حدود مسئولياته ويحدد أهدافه، ويعطى كل ما يستطيع من قدرة وجهد في أداء الواجب المنوط به، ومتى فعل ذلك، يكون قد سلك بالفعل المسلك المثالي، ودخل فى دائرة "المشاركة الصادقة".
أما الكذاب فيهين نفسه، ويقلب الحقائق، ويقرب البعيد، ويبعد القريب، ويقبح الحسن، ويحسن القبيح، وفى ذلك جاء حديث رسول الله محذرًا من الكذب ومما يؤدي إليه: "وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا"، فكم من كذبة أوقعت بين الناس عداوة وبغضًا، وكم من كذاب فقد الناس الثقة به وعاملوه بخوف، فلنكن صادقين فى ظاهرنا وباطننا.
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: