Close ad
6-5-2020 | 15:24

فى أوقات الأزمات الكبرى يكون الانضباط والالتزام المجتمعى بالإجراءات الاحترازية التى تفرضها الدولة هو أول وأهم الخطوط الدفاعية لحماية الوطن وتأمين سلامة المواطنين، سواء كان خطر الأزمة فى مواجهة عدوان خارجى يهدد السيادة الوطنية أو كان وباءً متوحشا يهدد حياة الناس من نوع وباء كورونا الحالى الذى ضرب البشرية كلها من مشارق الأرض إلى مغاربها.

ومن هنا تأتى أهمية وقيمة الإلحاح من جانب الدولة المصرية منذ أن ظهرت إشارات الخطر الأولى للوباء على أن التباعد الاجتماعى ينبغى أن يكون التزاما وسلوكا تحت أقصى درجات الفهم والإدراك بأن أى استهانة بالإجراءات الاحترازية سوف ندفع ثمنها غاليا.

أقول بصراحة وعلى ضوء ما كشفت عنه بيانات الأيام الأخيرة حول معدلات انتشار الوباء من اتجاه تصاعدى إن الأمر بات يفرض علينا شيئا واحدا هو المزيد من السرعة والحسم فى تفعيل الإجراءات الاحترازية، لأن الصبر على أى سلوكيات مستهترة ومستهينة بالخطر لم يعد ممكنا لأنها فوق طاقة واحتمال المجتمع واستحقاقات السلامة اللازمة إلى أن يتم التوصل إلى لقاح الوقاية ومصل العلاج!

وربما يزيد من أهمية فرض الانضباط والالتزام المجتمعى أن مصر التى واجهت الحروب العدوانية التى فرضت عليها بأقوى سلاح تملكه وهو «يد تعمل ويد تحمل السلاح» تجد نفسها اليوم مطالبة بأن تمتلك ذات السلاح مع تعديل بسيط فى مفردات هذا السلاح ليكون الشعار هو:"يد تعمل مع التزام بتجنب خطر الوباء"!

ومن حسن الحظ أننا نسعى فى ذلك للاستفادة من السوابق التى مرت بها شعوب كثيرة ضربها الوباء بشدة لمجرد أنها استهانت به فى البداية، وليس مقبولا أن نقتفى أثرها فى الاستهانة المدمرة وعدم المسارعة بفرض الانضباط والالتزام المجتمعي، خصوصا أننا – بحمد الله – قطعنا شوطا لا بأس به - حتى الآن - وعلينا أن نضاعف من معدلات الانضباط والالتزام بأكثر مما فعلنا فى الأشهر والأسابيع الماضية.

إن المرحلة التى نعيشها تحت خطر الوباء اللعين تفرض علينا شيئا واحدا هو الانضباط والالتزام المجتمعى وبما يتناسب مع استحقاقات القرار الاستراتيجى الصحيح للدولة المصرية باستمرار دوران عجلة العمل فى مجالات البناء والتنمية والإنتاج التى تضمن خروجنا من هذه المحنة بأقل الخسائر وأقل التكاليف!

خير الكلام:

<< انضباط الفكر مع انضباط السلوك يحقق النجاح المنشود!

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
الأكثر قراءة