من معجزة الماء أن لكل مشكلة لديها حل، فهو يستطيع أن يولد فيك الطاقة، وفيه علاج لك لأكثر من داء، ومن أسراره أنه موزع بنسب دقيقة على الأرض، ولم تنقص نقطة ماء واحدة منذ الخليقة، حتى الهواء لا يخلو من الماء بسبب حمله لبخار الماء، ولا يعرف نعمة الماء سوى الظمآن، "ويبوس يديه وش وضهر" كل فلاح على نعمته بعد أن عطشت أرضه، ولا تستقيم حياة هذا الصياد إلا ببقائه على الماء.
وعجائبه لا تنقطع في القرآن الكريم وفي السنة، والحق تعالى فجر من الأرض عينًا للسيدة هاجر وابنها إسماعيل، وفي حالة فوران مستمرة إلى يوم القيامة، ويشرب منها كل مسلم ويستشفى بها، وأن شفاء أيوب من ماء سال من عين ضربها برجليه، وأن الحبيب خرج من بين يديه الماء، وشرب منه 115 جنديًا من المسلمين يوم الحديبية، وضرب موسى بعصاه الصخر لشدة عطش قومه، وانفجرت أثنتا عشرة عينًا،
وإلى كل غارق في الهموم والقلق، وإلى من غرست قدميه في وحل الكسل والبلادة، وتلك النوعية من البشر في وقتنا هذا تعد بالملايين، يسوق لنا علماء النفس نعمة أخرى للماء، أن الاستمتاع بالنظر إلى الماء والتعايش النفسي معه، يحدث لك تغييرات في موجات دماغك، ويرجع ذلك إلى أمواج البحر تعم موجات ألفا، والتي تختص بحالة التركيز بدون تعب أو إرهاق، وهذا بدوره عزيزي المكتئب يمنحك صفاء للذهن وتفكيرًا إبداعيًا، بمعنى آخر يعالج من الغباء.
وقال الباحثون إنك حينما تنظر إلى البحر أو إلى النهر، تتبدل حالة عقلك من الانشغال إلى الاسترخاء، فضلا على أن النظر إلى مياه البحر تنشط الشبكات العصبية المختصة بوظائف الفكر والإبداع، وأكد أطباء أن مشاهدة الماء تؤثر إيجابيًا على مراكز صنع القرار في مخك.
ونذهب سويًا لنتعرف على إحدى معجزات المياه، واكتشفتها دراسة أجريت في كلية "ماونت كارمل" بالهند، وتوضح الدراسة أن الأيونات السالبة التي تصدر من البحار، تعطي تأثيرًا إيجابيًا على الأداء الإدراكي، وتولد حالة من النشاط، أي أن على كل كسلان الالتزام بهذا العلاج، وهو على العكس تمامًا من التعرض باستمرار للأيونات الموجبة الموجودة في الهواء، وتصدر معظمها من الأجهزة الإلكترونية، وتساعد على استنزاف الطاقة.
ولكي يطمئن قلبك عزيزي المتوتر، خرجت دراسة أخرى من جامعة كاليفورنيا، ترى أن الأيونات السالبة المنبعثة من ماء البحر تحفز إنتاج مادة "السبروتونين" في الدماغ، والمسئولة عن الاسترخاء والشعور بالحيوية، وأجمع علماء النفس على أهمية النظر إلى مياه البحر أو النهر، خلافًا عن المشي على شواطئها، حتى تمحو عن مخك الضغوط اليومية، ويدعونك هؤلاء العلماء إلى الاستمتاع بأصوات أمواجها، لأنها تفصلك عن المحيط بك من الأوهام، وتأخذك من الفوضى إلى حيث الجمال والهدوء، وتمنحك إحساسًا برغبة في التجدد والانطلاق، ولذلك من حكمة الله ونعمته على أهل الإيمان، أن ينعم عليهم جنات تجري من تحتها الأنهار، وقال تعالي: "وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها".
غير أن شرب الماء بكثرة يؤخر ظهور علامات التقدم في العمر، ويعالج من الاكتئاب؛ لأنه يزيد من طاقة الدماغ، وفي هذا التوقيت نصحنا الأطباء للحماية من فيروس كورونا، تجنب جفاف الحلق وشرب الماء ليكون رطبًا بصفة دائمة.
وإذا تأملت عزيزي القارئ معجزات الماء تجدها لا تعد ولا تحصى، فيكفيك أن جميع السوائل تهبط إلى أسفل ما عدا الماء يستطيع أن يصعد إلى أعلى ضد الجاذبية الأرضية، فيما يعرف بالخاصية الشعرية، وبفضلها تساعد على وصول الماء إلى أطراف سيقان النباتات.
وكلما أبحرنا في آيات القرآن الكريم نرى العديد من الأمثال عن الماء، يذكرها ليقرب لنا كيفية الحياة والموت، وأن الماء سر الحياة.
Email:[email protected]