Close ad
2-5-2020 | 14:43

لدى المصريين، والعرب عموما, تراث رمضانى غنى يعوضهم عن عدم إقامة صلاة التراويح وغيرها من صلوات الجماعة فى المساجد. يكفى تراث الراحل الكبير الشيخ سيد النقشبندى، الذى حلت قبل أسابيع المئوية الأولى لولادته. صار النقشبندى، منذ أواخر الستينيات، أحد أهم ما يميز شهر رمضان، حيث أثراه بأروع الابتهالات والأناشيد الدينية، التى بقيت حاضرة بعد رحيله عام 1976، وستظل كذلك لأنها جزء من مدرسة فى الإنشاد الدينى يندر مثلها فى البلدان ذات الأغلبية المسلمة.

تعودت أجيال متوالية على سماع صوته القوى الأخاذ بعد ثبوت رؤية هلال رمضان، وقبيل موعد الإفطار، وأحيانا بعيد آذان المغرب، مبتهلا: رمضان أهلاً/ مرحباً رمضان/ الذكر فيك يطيب والقرآن/ بالنور جئت وبالسرور/ ولم يزل لك فى نفوس الصائمين مكان..). وهذا هو الابتهال الأكثر شهرة وانتشارا لارتباطه بشهر رمضان. لكن تراث الراحل الكبير يتضمن عددا كبيرا من الابتهالات الدينية، ومنها على سبيل المثال ليلة القدر، وسبحانك يارب، وحشودنا تدعوك، ويا رب يا رحمن، ويا باسط الأرزاق، وإلهى وأنت مجيب الرجاء، وأيقظ الشوق مقلتى من رقاد، وغيرها. وقد أصبحت معروفة قصة أنشودة مولاى إنى ببابك التى أنشدها على لحن أعده الموسيقار الكبير الراحل بليغ حمدى، بتوصية من الرئيس الأسبق أنور السادات، والتى يقول فى مطلعها مولاى إنى ببابك/ قد بسطت يدى/ من لى ألوذ به إلاك يا سندى/ أقوم بالليل والأسحار ساهية/ أدعو وهمس دعائى بالدموع ندى/ بنور وجهك إنى عائد وجل). ولا يفوتنا أن نذكر فضل الإذاعى الكبير الراحل أحمد فراج، الذى اكتشف الشيخ النقشبندى ذات ليلة عام 1966 فى مسجد الإمام الحسين، إذ أدرك على الفور أنه أمام قيمة كبيرة، فرتب له بعض التسجيلات التى كانت بداية ظهوره وصعوده واحتلاله مكانة مميزة فى القلوب خلال أعوام قليلة لم تبلغ العشر، إذ أُذيع أول ابتهال له فى التليفزيون المصرى عام 1967 قبل تسع سنوات فقط على رحيله، فاستحق حب الناس، وحصل على تكريم رفيع عندما مُنح وسام الدولة من الدرجة الأولى.

نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث