Close ad

كل عام وأنتم رمضانيون قلبا وقالبا

28-4-2020 | 11:42

الحمد لله لقد بلّغنا رمصان.. هلت لياليه الجميلة الحافلة بالرحمة والتراحم العامرة بالمغفرة والود والتسامح، وإن كنا نذوب شوقًا إلى الركوع فى المساجد وأن ترتفع أكفنا بالدعاء وسط المصلين فى بيوت الله، إلا أننا راضون بقضاء الله، ونبتهل إليه ونحن نصلي في رحالنا أن يكشف عنا الغمة، وأن تُفتح أبواب مساجدنا، ويعود إليها عُمارها المصلون التائبون إلى رب العالمين.

نحمد الله أن جاء شهر القرآن ليغسلنا من كل أدراننا؛ ولينظف أرواحنا وسلوكنا، جئت يا رمضان لنحيي فيك تبتلنا وطهرنا، جئت لنسامح ونتسامح فيه مع من خاصمنا؛ ولنعزف معهم نشيد الود والتسامح والتعاون على البر والتقوى؛ لنستحق أن نكون خير أمة أُخرجت للناس، بعلمنا وعملنا وتقوانا بعد أن محصت "كورونا" واختبرت إيماننا.

جئت يا شهر النور لنترك نذق الدنيا وشريعة الغاب المليئة بالصراعات والظلم والغطرسة والجحود لننطلق إلي شريعة من خلقك وخلقنا؛ ولنعلن وقوفنا بكل وضوح في صف من يعتنق دين ربك.

جئت أيها الضيف الكريم لتوقظ فينا الإيثار والتواد والتراحم والتكافل، جئت أيها الزائر النبيل لتغسلنا من تكبرنا وتزيح عن أرواحنا أثقال التنازع والتشاحن والتباغض، يا رمضان نتمنى من ربك وربنا جميعًا أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته في أيامك المعدودات.

أهلًا شهر الصوم.. أهلًا رمضان: معنى رمضان يا سادة يعني قدرتنا على أن نعيش بأخلاق الآخرة، وأن ننجح في هذا أو لا ننجح تلك هي معركتنا الحقيقية، كل عام وانتم رمضانيون قلبًا وقالبًا.

** وكما نقول دائمًا ربُ رمضان، رب الشهور كلها، ومن هنا يجب أن نضع الله سبحانه وتعالى فى قلوبنا ونحن نخطو كل خطوة فى حياتا، وأن يكون لدينا ضمير نؤدى أعمالنا كما ينبغي أن يكون، مصداقًا لقول رسولنا الكريم: (إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ) فهذا الحديث مُوَجّه من خير البشر محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم إلى جميع أمته، حاكماُ كان أم محكومًا، فالرسول صلى الله عليه وسلم من خلال هذا الحديث يوجه الكلام للوزير والأمير والمدير والمدرس والطبيب والتاجر وجميع أصحاب المهن ويحثهم على إتقان أعمالهم من خلال ربط الإتقان بالإيمان والثواب من عند الله سبحانه وتعالى.

في عام 2001 قدمت لجنة ضمت الأساتذة (عبدالوهب مطاوع، سامي متولي وسلامة أحمد سلامة) تصورًا لتطوير الأهرام الدولي، ونص هذا التصور - الذي اعتمده الأستاذ إبراهيم نافع رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير آنذاك - على أن الخطوة الرئيسية الأولى التي يجب أن تبدأ بها أي محاولة لتطوير الأهرام الدولي هي تشكيل ديسك مركزي على مستوى كبير من الكفاءة لتوجيه العمل في الدولي.

أقول ذلك بمناسبة وفاة الزميل د. عمرو عبد السميع الذي تولى منصب مدير تحرير الأهرام الدولي خلفًا للراحل الكبير الأستاذ "صلاح الدين حافظ" وقد تعاونت مع د.عمرو عبدالسميع في ديسك الأهرام الدولي حوالي العام والنصف حتى منتصف عام 2003، وفي أول جلسة معه أثنى على تجربتي في "الأهرام المسائي" وكيف أنه يعرف دوري مع الأستاذ مرسي عطالله في إنشاء وإرساء العمل في الجريدة، وأنه يتمنى أن أعمل بنفس الروح، وبالفعل كنت عند حُسن ظنه وظن اللجنة التي رشحتني.

كان د.عمرو عبدالسميع عائدًا من لندن، ويحلم أحلامًا كبيرة، وهو - وهذه شهادة حق - كان طاقة جبارة و"بركان صحافة هادر" كانت خطة التطوير طموحة، وكان هو يريد أن يقدم مطبوعة تسابق الزمن مع الأهرام الصباحي، وتكون شهادة بقدرته واستحقاقه لدى صُناع القرار، كان يحضر اجتماع مجلس التحرير اليومي ويسجل ملاحظاته، ويتفق على محاور الصفحة الأولى والصفحات المختلفة التي شملها التطوير، ثم يعهد إلى مسئولي "الديسك" بتنفيذها، وكنت مسئولًا عن تنفيذ يومين في الأسبوع، كنت استلم ملاحظاته وأبدأ التنفيذ، كانت التعليمات أن يكون مانشيت الجريدة موضوعًا خارجيًا أو دوليًا وإن كان مصريًا فلابد أن يعبر عن سياسة مصر الخارجية، وألا يكون مغرقًا في المحلية.

كانت هناك ثقة متبادلة بيننا؛ حيث كان يحدد المعالم وأنا أسير في إطارها مكملًا التفاصيل وأصيغ المانشيت واختار بقية موضوعات الصفحة الأولى، وفي نهاية الطبعة كنت أتصل به وأقرأ له العناوين ونرسل الجريدة في الوقت المحدد لتُطبع في أماكن طباعتها، حتى إنني لم أكن أكتفي بالصياغة أو مراجعة مواد الصفحة الأولى، بل رحت أكتب تحليلات سياسية محلية وعربية ودولية، وكانت العديد من هذه التحليلات تُنشر في الصفحة الأولى.

ويوم شعرت بأن هذه الثقة يمكن أن تهتز اتفقنا أن أترك العمل معه، برغم أنني كنت مكتفيًا مهنيًا وسعيدًا بهذه التجربة، خاصة أنني أثق في قدرات عمرو عبدالسميع المهنية والثقافية، فقد عرفته منذ تدرب معنا في السكرتارية الفنية بالأهرام، فور تخرجه 1976؛ حيث كان يتبناه وقتها الأستاذان سمير صبحي وماهر الدهبي، وأعطياه فرصة رسم كاريكاتير في الصفحة الثانية بالأهرام هو وسعيد بدوي، ثم عمله بالجامعة، وتصعده في العمل بالصحافة السعودية المهاجرة في مصر ولندن، كمدير لمكتب الشرق الأوسط في القاهرة، وكذلك مكتب الحياة، وأيضًا ترأسه لمشروع مجلة فنية سعودية ضمن إصدارات الشرق الأوسط ، لم يصدر منها سوى العدد صفر، وهى مجلة "قمر 14"، ثم عاد إلى الأهرام وتم تصعيده أيضًا ليرأس مكتب الأهرام في لندن بعد أن قضى فترة في أمريكا، ولأنني كنت حريصًا على أن تستمر زمالتنا تركت العمل معه، رحم الله عمرو عبدالسميع الذي كان بركانًا صحفيًا هادرًا، وأخيرًا هدأ البركان.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
بدون الخبير والأكاديمي سينهار إعلامنا!!

فى تطوير الدراسات الإعلامية تأتى المناهج أو المقررات الدراسية فى المقدمة، والمناهج مرتبطة بلوائح الدراسة فى كليات وأقسام الإعلام، وقد أجمعت آراء كبار أساتذة

إعلامنا والحاجة إلى فكر واع وإرادة فاعلة

مازلنا نسير على طريق البحث عن إعلام مصري حقيقى يسهم بفعالية في خطط التنمية. في إشارة إلى سلسلة مقالاتى عن الإعلام، قال د. أسامة الغزالى حرب: "على بوابة

كلمتي لوجه الله ومن أجل إعلام أفضل

من واقع خبرتي العلمية والعملية وجمعي بين العمل الإعلامي والعمل الأكاديمي أقول شهادتي لوجه الله سبحانه وتعالى، وسعيًا لمزيد من التطور والرقى للمهنة والرسالة

الخبراء يطالبون برؤية جديدة لكليات الإعلام

الخبراء يطالبون برؤية جديدة لكليات الإعلام

كليات وأقسام الإعلام تخرج أعدادا كبيرة غير مؤهلة

في الأسبوع الماضي بدأنا الحديث عن الخطوات التي يجب أن نسلكها ليكون عندنا إعلام مصري حقيقي يحقق طموحاتنا ويستعيد ريادتنا الإعلامية في المنطقة في ظل التحديات

نحو إعلام مصري حقيقي

كثيرا ما تحدثنا وتحدث الكثيرون عن أهمية الإعلام ودوره المحوري والهام فى بناء جسور الثقة المتبادلة بين الشعوب والحكومات، ودوره في عمليات التنمية وإحداث التغيير الاجتماعي والاقتصادي المنشود.

"أمل" الإمارات .. وجشع المستشفيات الخاصة

تعرضت الأسبوع الماضي لأزمة صحية مفاجئة تؤكد أهمية وضرورة رقابة وزارة الصحة المصرية على المستشفيات الخاصة، وأهمية أن يكون هناك جهة مسئولة عن تنفيذ توجيهات

حق وليست مِنة!!

في الوقت الذي كنا نتحدث فيه عن أهمية الإعلام الحقيقي والموضوعي في إقامة جسور الثقة بين الشعب وقيادته، وأهمية هذا الدور في جعل إنجازات تلك القيادة الرشيدة

الإعلام وجسور الثقة بين الشعب وقيادته

الإعلام الحقيقي والموضوعي هو الإعلام الذي يرى بعين الجماهير ويتحدث بلسانها، ويعبر عن طموحاتهم، ويجسد آمالهم وتطلعاتهم نحو المستقبل، وفى ذات الوقت الذى

ضرورات التعايش مع "كورونا"

بعد الاتجاه لعودة الحياة إلى طبيعتها، ليس في مصر وحدها وإنما في غالبية دول العالم بعد فترة الحظر والإجراءات الاحترازية إثر جائحة كورونا، أصبح من الضروري

عندما هدد ثروت أباظة بالاستقالة من "الأهرام"

خلال رحلة عملي في جريدة "الأهرام" التي بدأت عام 1976، تعلمت وعملت مع مجموعة من كبار المفكرين فى مصر، ورواد مهنة القلم، تأثرت بهم وتعلمت منهم خلال العديد

دراما الغابة!!

بعيداً عن مسلسل "الاختيار" الذى قدم لنا نموذج التضحية والفداء والعطاء لمصر، ممثلاً في بطولة العقيد أركان حرب "أحمد منسي"، وبعض المسلسلات الكوميدية والرومانسية