Close ad
27-4-2020 | 12:22

يأتى شهر رمضان هذا العام ونحن نعيش الحظر الذى فرضه وباء كورونا اللعين على كل التجمعات البشرية، فى الدنيا كلها، بمن فيهم نحن فى مصر، مما أدى إلى فرض التباعد الاجتماعى، على نحو غير معتاد على الإطلاق. وفى سياق هذا الحظر علقت إقامة الأنشطة الجماعية كلها، بما فيها النشاطات الدينية الروحية المعتادة فى رمضان، وارتد الناس إلى بيوتهم تحت شعار «خليك فى البيت». ولا شك أن لهذا الشعار تأثيراته الخاصة فى الشهر الكريم هذا العام بالذات. لماذا... لأنه الشهر الذى تحشد فيه كمية هائلة من المواد الإعلامية التليفزيونية بكل تنوعاتها.. بدءا من المسلسلات بأنواعها المختلفة وحتى البرامج الدينية والترفيهية (بما فيها مايسمى ببرامج المقالب...؟) فضلا عن مئات الإعلانات التجارية، التى يتبارى فيها نجوم ومشاهير، وتجذب أيضا المشاهدين وتثور حولها التعليقات وهكذا تجد ملايين الأسر المصرية فى كل أنحاء مصر اليوم نفسها ولا خيار لها... فالكورونا من خلفها والمسلسلات والبرامج الرمضانية من أمامها! نعم، هناك بالطبع خيارات أخرى، منزلية أيضا، مثل القراءة وسماع وعزف الموسيقى، فضلا عن ممارسة عديد من الأنشطة والهوايات بل والألعاب الترفيهية... إلخ. ولكن تظل البرامج التليفزيونية هى المحتوى الإعلامى والثقافى الأشمل الذى سوف يتاح، على نحو استثنائى، لملايين المصريين، فى كل الأنحاء، فى المدن و القرى، من الطبقات العليا فى المدن والأرياف، فى الصعيد ووجه بحرى وعلى السواحل وفى الصحراء مرورا بالطبقات الوسطى بكل أطيافها، وحتى أدنى الفئات الاجتماعية والثقافية... لذلك سوف أسعى فى رمضان لتركيز اهتمام خاص على تلك المواد المختلفة، ليس إطلاقا من زاوية النقد الفنى، فذلك ليس تخصصى، وإنما من زاوية دلالاتها وتأثيراتها المختلفة الثقافية والاجتماعية والسياسية.. إلخ. وأخيرا.. فإننى أنطلق هنا من يقينى بأن أهمية هذه المهمة ترتبط عضويا بالقوة الناعمة المصرية، التى كانت دائما أساسا لمكانة مصر ونفوذها الإقليمى والدولى، والتى ينبغى دائما الحرص على دعمها وتنميتها. تلك هى المسألة!

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
جيلنا!

لدى إحساس عميق أن الجيل الذى أنتمى إليه (وأنا من موليد 1947)، فى مصر وفى العالم كله، شهد من التحولات والتطورات، ربما مالم يشهده أى جيل آخر فى تاريخ البشرية..

الأكثر قراءة