Close ad
25-4-2020 | 12:14

فى عرضه المُوفَّق للإنجازات النوعية الضخمة فى سيناء، بمناسبة احتفالات عيد تحريرها الأربعاء الماضي، قال اللواء إيهاب الفار، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وهو يعرض الجانب الخاص بمشروعات مزارع الأسماك الجديدة، إن إنتاج الأسماك المتوقع سوف يسدّ الفجوة بين الاستيراد والاستهلاك، فتدخل الرئيس السيسي مباشرة مصححاً العبارة قائلاً إنها لن تسدّ الفجوة، فأسرع اللواء الفار مُستدرِكاً بأنها سوف تساعد على سدّ الفجوة!

هذا كلام مهم جديد على الحياة السياسية فى مصر، لذلك ينبغى التوقف أمامه لاستخلاص بعض معانيه الجوهرية. لأنه، ومثلما تؤكد هذه الواقعة أن الخطأ كان مجرد زلة لسان، وارد حدوثها فى أى عرض يخرج فيه المتحدث عن المكتوب، فإنها تثبت أيضاً الرغبة من أعلى سلطة فى البلاد فى أن يكون الكلام فى مثل هذه القضايا دقيقاً، حتى يتبين الرأى العام الأوضاع على طبيعتها، بدلاً من سياسة بيع الوهم التى سارت عليها نظم الحكم السابقة، عبر عقود ممتدة، دون إدراك، أو ربما دون اكتراث، للآثار السلبية على الجماهير، خاصة على أولئك الواقعين تحت وطأة المعاناة الشديدة، والذين كان الإعلام، فى تلك العهود الغابرة، يشارك فى عمليات التدليس المنظمة عليهم! فى حين أن الإعلاميين يعلمون قبل غيرهم كيف يحسبون التبعات السلبية، التى هى منطقية، نتيجة لإحباط الجماهير بمثل هذا الإعلام، كما أنهم يدركون أيضاً خطورة التراكم الذى تحدثه هذه السياسات بأساليب معالجاتها! ولكن، وللأسف، وكما قد صار معروفاً وشائعاً فى العلم العام، فإن أحد هؤلاء الخبراء لم يستفق إلا مع هتافات ثورة يناير، بل إن بعضهم لا يزال يكابر حتى الآن بمزيد من التلفيق، بإنكار الأسباب الحقيقية لخروج يناير العظيم.

هذا التصويب الفورى من الرئيس ينبغى أن يكون قاعدة ثابتة للإعلام، ليس فقط بالالتزام بالدقة، ولكن أيضاً بالاهتمام بنقل الصورة، كما هى على الأرض وبآفاق تطوراتها، بشرح لما يحتاج الشرح، وبمقارنات مع حالات أخرى فى الداخل والخارج، وذلك باستخدام فنون العرض الإعلامية، التى تجعل من السهل على الجمهور تلقى الرسالة الإعلامية وإدراك معانيها.

كلمات البحث
الأكثر قراءة