استوقفنى فى الحديث عن شهر رمضان ما وصفه الإمام أبوحامد الشاذلى بـ "الصيام الحق"، ويعنى صوم القلب عن الهمم الدنيئة، والأفكار المبعدة عن الله سبحانه وتعالى، ونتوقف فى بداية الشهر الكريم ليكون صيامنا حقا عند النقاط التالية:
ـ يجب أن ينظر المرء إلى الأخطاء التي يقع فيها، فيسعى إلى تركها، وفى الحديث الشريف: «اتق المحارم؛ تكن أعبد الناس"، فرمضان فرصة ذهبية تساعد على ذلك، فليجاهد كل منا نفسه في ترك المعاصي".
ـ يسرد المرء أعماله الصالحة مهما تكن صغيرة، ويسعى إلى تعميقها في نفسه، ويزيد عليها في شهر رمضان، وقد قال سبحانه: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمد:17]، وفي الحديث: «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل».
ـ يضيف المرء أعمالا صالحة جديدة في حياته، ويزكى نفسه بقراءة القرآن، والذكر وقيام الليل،
ليس هناك أفضل من الدعاء في رمضان بين أهل الطاعات وأهل المعاصي!
ـ إن نية المرء خير من عمله، والأعمال بالنيات، فلنجدد نياتنا قدر ما نستطيع، لعل الله يضاعف لنا الأجر والمثوبة، فالصيام طاعة لله تعالى واتباع لرسوله، وطاعة الله تعالى قربى وزلفى، واتباع الرسول سبب لمحبة الله ومغفرته ورحمته.
ـ استثمار رمضان في تقوية الإرادة، وهو ما يكمن في الامتناع عن بعض الحلال - الطعام والشراب والجماع- في نهار رمضان، طاعة لله، من ثمّ تقوى إرادة المرء وتشتد، حتى يتمكن من كسر عاداته السيئة"، وكسر العادة مهم، لأن الحرص على ذلك خلال شهر كامل مع قليل من قوة الإرادة، جدير بأن يجعل المرء شخصًا آخر.
ـ الإحساس بالآخرين، فرمضان فرصة طيبة ليشعر الإنسان بذاته، ويقترب من نعم ربه سبحانه وتعالى شاكرًا، كما أنه فرصة جيدة لاستثمار هذا المعنى الاجتماعي المهم.
ـ الحرص على الدعاء في كل وقت، فهو "مخ العبادة"، بل إنه العبادة المنسية، التي لا نتذكرها إلا عند الحاجة.
ـ إن كل ليلة في رمضان منحة ربانية بل كل يوم، بل كل ساعة ودقيقة وثانية، فلنرفع شعار (فاستبقوا الخيرات)، ولنعود أنفسنا الصبر، وندربها على تحمل المشقات في هذا الشهر، ولننتظر الجزاء الأوفى من المولى عز وجل.