Close ad

مصر فى مواجهة فيروس كورونا

6-4-2020 | 13:42

تكثف الدولة من جهودها لمكافحة انتشار فيروس كورونا الذى تعلن وزارة الصحة يوميا بيانا بأعداد المصابين والمتوفين به، فمع نعى الجيش المصرى اللواء اركان حرب شفيع داوود الذى افاد بيان رسمى انه توفى إثر اصابته خلال مشاركته فى اعمال مكافحة الفيروس مع اللواء شهيد خالد شلتوت، والضابطان الكبيران شاركا فى تعقيم عدد من المقرات والمواقع الحكومية، كما أسهما فى تعقيم وتطهير عدد من الجامعات المصرية وسوقى العتبة والموسكى الحيويين والمكتظين بالباعة والمتسوقين بعد صدور قرار حكومى باغلاقهما لمنع انتشار الفيروس، اجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الصينى شى جين، مشيدا بما حققته الصين من نجاح لافت لاحتواء الفيروس، مؤكدا عزم مصر على توثيق تعاونها مع كل المؤسسات الصينية لمكافحة الفيروس.

وقد شارك العشرات من المصريين فى مسيرة خرجت الأسبوع الماضى فى مدينة الاسكندرية وردد خلالها المتظاهرون دعاءهم الى الله لرفع الوباء رغم حظر الحكومة اقامة الفاعليات ذات التجمعات الجماهيرية بداية من الشهر الماضى ضمن اجراءات احترازية عديدة للتقليل من تفشى الفيروس، وتبع ذلك إعلان تعليق الصلاة فى المساجد والكنائس، كما نشر الحساب الرسمى لدار الافتاء المصرية دعوة للالتزام بما تقره السلطات من ضوابط لمقاومة الفيروس، وذكرت دار الافتاء فى بيان مهم ان اى دعوة لتجمع المواطنين الآن فى الشوارع وفى اى مكان وتحت أى شعار وبأى ذريعة هى دعوة خبيثة وحرام شرعا ولا يراد بها وجه الله، وان الالتزام بما تقرره السلطات المختصة لحماية الناس من الاوبئة والامراض واجب شرعى ووطنى، ومن يخرج عن هذه الاجراءات تحت اى ذريعة هو أثم شرعا.

وكشف بنك استثمار فاروس بمصر عن احتمال انخفاض ايرادات السياحة خلال العام الحالى بسبب تداعيات فيروس كورونا الى ما بين 6و8 مليارات دولار مقابل 12.6 مليار دولار كانت تتوقعها مصر، كما توقع البنك تراجع تحويلات المصريين العاملين فى الخارج الى 17 مليار دولار مقابل 23 مليارا بسبب تراجع اقتصادات دول الخليج وهبوط اسعار النفط وانقطاع سلاسل التوريد والانتاج والتدابير الاخرى الاحترازية بجانب انخفاض تدفقات الاستثمار الاجنبى المباشر لمصر الى 4.5 مليار دولار مقابل 6.5 مليار فى اعوام سابقة بسبب الخوف من الركود المتوقع وضعف الطلب، كما تراجعت توقعات الاستثمارات الاجنبية غير المباشرة الى مصر لنحو 3 مليارات دولار مقابل 4.5 مليار دولار بسبب الخوف من الركود وغياب اليقين.

وعلى الرغم من عدم وجود علاج لهذا الفيروس حتى الآن يقوم العلماء باختبار بعض الأدوية المضادة لفيروسات سبق استخدامها فى امراض خطرة، وبالتالى فإن اهم شيء فى الوقت الحاضر، يتلخص ببساطة فى منع انتقال العدوى، وتجدر الاشارة الى ان العلاج الحالى يقوم على معالجة الاعراض فقط التى يعالجها الاطباء بمسكنات الالم وادوية الحمى، وينبغى التفكير بان المضادات الحيوية لن تكون فعالة ضد الفيروس ومن الخطأ استخدامها كعلاج وقائى، ونظرا لأن هذا الفيروس ينحدر من سلالة جديدة، فهذا يعنى انه لا يزال امامنا الكثير لنتعلمه، وبناء على المعلومات المتوافرة لدينا حتى الآن فان الخبراء يرون انه من المحتمل ان يصاب الشخص ذاته بالمرض نفسه مرتين.

وفى مواجهة هذا الوضع الذى يعد جديدا وخطيرا على الجميع فإن المحافظة على الهدوء تعتبر اهم شيء اضافة الى ضرورة الالتزام بتنفيذ تعليمات السلطات الصحية، وقد علقت الحكومة المصرية جميع الرحلات الجوية فى مصر لاحتواء مخاطر الفيروس، كما بدأت البنوك تركيز ارصدة النقد الاجنبى لديها.

وفى تصريحات مهمة أكد الرئيس السيسى ضرورة الالتزام والانضباط للسيطرة على انتشار الفيروس، لافتا الى ان الحكومة ستتخذ كل الاجراءات المطلوبة ومن بينها تخصيص 100 مليار جنيه لدعم خطة مواجهة الفيروس الذى ينتشر عالميا بمعدلات متزايدة، مؤكدا ان الدولة المصرية بكل مؤسساتها تتضافر لمواجهة خطر جسيم.

وقد اوردت صحيفة المقال ان عدد سفن الحاويات المارة بقناة السويس تراجع بنسبة 3.7% فى مؤشر مهم على ان فيروس كورونا يقيد حركة التجارة الدولية، وذكرت شركة نعيم للوساطة انها تتوقع ان يقوم البنك المركزى المصرى من حين لآخر بسد العجز فى الدولار عن طريق بيع الدولار الى البنوك، وان الاحتياطات الاجنبية التى بلغت 45.5 مليار دولار فى نهاية فبراير يمكن ان تتراجع نسبيا، لكن مصر تملك فى خزائنها ما يكفى لدعم العملة التى فقدت القليل من قيمتها بالسوق الرسمية منذ تفشى الوباء.

كان الرئيس السيسى قد اعلن فى تغريدة على تويتر انه على ضوء المتابعة المستمرة لاجراءات مكافحة انتشار فيروس كورونا فقد كلف الحكومة والاجهزة التنفيذية المختصة باتخاذ اللازم نحو تطوير الاجراءات الاحترازية المتبعة على مستوى الدولة والمواطن من خلال اتخاذ حزمة اجراءات اضافية تسهم فى تحفيز أعلى معدلات الأمان.

من ناحية اخرى، اكد اللواء احمد زكى عابدين، رئيس شركة العاصمة الادارية الجديدة، تقليص عدد العمالة فى المواقع الى النصف تقريبا، مؤكدا عدم توقف اى مشروع. واوضح انه بالنسبة للمشروعات الجارى تنفيذها خاصة الحى الحكومى والبرلمان فجار ابعاد العمال عن بعضهم والعمل فى نوبات متفرقة بحيث تكون هناك مسافة بين العمال تجنبا لنقل الفيروس، مؤكدا أن شركة العاصمة الادارية لاتزال ملتزمة بمعدلات التنفيذ والجدول الزمنى للمشروعات المختلفة مع توقع بعض التأثير الذى لن يتخطى اسابيع محدودة بسبب تخفيض اعداد العمالة. وكذبت دار الافتاء المصرية ما نشرته بعض مواقع التواصل الاجتماعى من أن بعض آيات القرآن قد اشارت الى فيروس كورونا, ونوهت الى خطورة الاعتقاد بالخرافات والتكهنات التى تنتشر على بعض مواقع التواصل الاجتماعى لتؤكد زورا ان الاسلام اعترف بها فى بعض آيات القرآن، واكدت دار الافتاء ان هذه الخرافات تعد تدليسا وتحريفا لمعنى آيات الله، لأن الله امرنا بالاخذ بالاسباب، وان علاج هذا الامر يكون باتباع التعليمات الصحية التى تصدر عن وزارة الصحة، وليس نشر الخرافات الكاذبة التى تدعى زورا ان من يضع شجرا فى المصحف فى سورة البقرة ثم يضعها فى الماء ويشربها يشفى من فيروس كورونا، وان الترويج لهذه الخرافات الكاذبة هو فعل أثم وهو ذنب يحاسب عليه الانسان يوم القيامة. وكانت القوات المسلحة المصرية قد اعلنت على ألسنة كبار مسئوليها وفى مقدمتهم الفريق محمد فريد رئيس اركان حرب القوات المسلحة ان جهاز مشروعات الخدمة الوطنية قد اتخذ جميع الاجراءات لتقديم الدعم للمواطن المصرى وتوفير كل السلع التى تلبى احتياجاته من مواد ومحاليل التطهير والتعقيم التى تم اعتمادها من وزارة الصحة طبقا للمواصفات العالمية واوضح ان عناصر جهاز المشروعات الخدمة الوطنية اصطفت لتقديم هذه المنتجات التى تكفى لاحتياجات الأسرة المصرية الى كل الأسواق باسعار مناسبة لكل فئات الشعب.

ولاشك أن مصر ستنتصر فى معركتها ضد فيروس كورونا.

كلمات البحث