كان يلبى نداء مرضاه وزملائه من الأطباء، حرص على تقديم خدماته للجميع دون تمييز كما رباه والده، كان الدكتور الشهيد أحمد اللواح الراحل بارا بوالديه وأشقائه بل ولجيرانه وأصدقائه وزملائه، وكى يرفع مشقة كبار السن للوصول إلى مختبره، قام بتخصيص مساعدين له للوصول إليهم أينما كانوا. عندما أصيب بالفيروس الملعون "كورونا"، وفور علم الطبيب الإنسان الأستاذ الدكتور "أحمد اللواح" أستاذ الباثولوجيا الإكلينيكية بكلية الطب جامعة الأزهر ـ البالغ من العمر ثمانية وخمسون عاما ـ بإصابته بالفيروس، قام بعزل نفسه. وقال الدكتور حلمى العفنى وكيل وزارة الصحة الأسبق والقريب من الطبيب الراحل إن السبب الرئيسي وراء إصابة الطبيب، وكانت البداية منذ 12 يوما، عندما جاء له مهندس هندى يبلغ من العمر (53 عاما)، ويعمل بمصنع "سينمار" المملوك لشركة هندية، لإنتاج الكيماويات والبتروكيماويات بالمنطقة الصناعية جنوب بورسعيد، ويسكن بنفس عقار الطبيب، وطلب إجراء تحاليل دون أن يعلم بإصابته، فطلب منه سرعة التوجه لإجراء أشعة على الصدر، وكانت النتيجة إيجابية لفيروس كورونا. وأخطر الطبيب الراحل السلطات الصحية بمحافظة بورسعيد، فتم عزل المهندس الهندي، ونقله إلى الحجر الصحى بمستشفى أبو خليفة، ووجه محافظ بورسعيد بسرعة عزل زوجة المصاب ووضعها تحت المراقبة بأحد المستشفيات، وإيقاف العمل داخل المصنع، ووضع الوردية العاملة التي خالطت المهندس المصاب، وعدم خروجهم واعتبار المصنع منطقة حجر صحي، بالإضافة إلى تواجد العاملين بالمصنع والمتواجدين بخارجة فى منازلهم لمدة أسبوعين. وقتها علم الطبيب الراحل أنه أصيب أيضًا بالفيروس، فأجرى مجموعة من التحاليل لنفسه وجاءت نتيجتها إيجابية ليقرّر عزل نفسه بالمنزل ويمنع أسرته من الاختلاط به ليظل متواجدًا بحجرته طوال 9 أيام مُتصلة، وبعد تمكن الفيروس منه، أرسل رسالة لزميله الطبيب شادي الخميسى يناشده التواصل مع الدكتور عادل تعيلب رئيس فرع التأمين الصحى الشامل بالمحافظة، للعثور عن مكان به (Ventlation)، جهاز تنفس صناعي. ونظرًا لمعاناته من ضيق تنفس شديد بعد تمكن الفيروس من رئته، حرص الدكتور مصطفى شعبان مدير مستشفى التضامن ببورسعيد، على مرافقة زميله الراحل داخل سيارة الإسعاف، لمتابعة حالته الصحية خلال نقله لمستشفى الحجر الصحي بمدينة أبو خليفة بمحافظة الإسماعيلية، ظلت أسرة الطبيب الراحل خاضعة للعزل المنزلي بناء على طلب والدهم لا حول لهم ولا قوة إلا المطالبة له بالدعاء من خلال صفحات التواصل الاجتماعي. وخضعت أسرة الراحل بالرغم من مصابهم الجلل إلى الفحوصات الكاملة وسحب العينات من الزوجة والأبناء والأب والشقيق وزوجته للتأكد من سلامتهم، وخضع أيضا للعلاج بالحجر الصحى ابنة الطبيب الراحل ذات الـ (22 عاما)، والتي أصيبت نتيجة اختلاطها بوالدها. وناشدت الابنة التي تتلقى العلاج جميع زملاء وأصدقاء وأسرة والدها وجميع رواد التواصل الاجتماعي بالدعاء العاجل لله عز وجل أن يمن على والدها بالشفاء عقب تدهور صحته، ولم يكمل "اللواح" 24 ساعة بالحجر حتى فارق الحياة متأثراً بإصابته بالفيروس المستجد.