Close ad

هل بدأ الاقتصاد الأمريكي الركود بالفعل؟ .. خبراء يجيبون

17-3-2020 | 11:38
هل بدأ الاقتصاد الأمريكي الركود بالفعل؟  خبراء يجيبونالاقتصاد الأمريكي
شينخوا

وسط تحركات عالمية لاحتواء فيروس كوورنا الجديد، شهدت أسواق الأسهم والنفط العالمية أمس الاثنين يوما صعبا، مع فشل الاجراءات التحفيزية من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في تهدئة الأسواق المالية والمخاوف الاقتصادية جراء انتشار الفيروس الشرس في العالم.

موضوعات مقترحة

وخسر مؤشر داو جونز الصناعي 2997.1 نقطة، أو 12.93 في المائة ليصل إلى 20،188.52. وقد كان انخفاض مؤشر ((داو جونز)) المذهل يوم الاثنين هو الأكبر منذ يوم "الاثنين الأسود" في 19 أكتوبر عام 1987 عندما فقد المؤشر أكثر من 22 في المائة.

وتراجع مؤشر ((ستاندرد آند بورز 500)) بمقدار 324.89 نقطة أو 11.98 بالمئة إلى 2386.13 نقطة. وانخفض مؤشر ((ناسداك)) المركب 970.28 نقطة أو 12.32 في المائة إلى 6904.59.

وانخفضت الأسهم إلى أدنى مستوياتها في أواخر الجلسة بعد أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الإثنين في البيت الأبيض إن تفشي كوفيد-19 قد يستمر لأشهر و"قد يكون" الاقتصاد الأمريكي في طريقه إلى الركود.

وقال سوراب جوبتا، كبير الباحثين بمعهد الدراسات الصينية-الأمريكية في واشنطن العاصمة، إن "السوق في الوقت الحالي، تقترب من الذعر بسبب فيروس كورونا الجديد. خلال الحرب التجارية، كانت السوق متقلبة"، في إشارة الى النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة.

وأضاف أن "السوق تخشى ما قد تعنيه آثار فوضى الطلب الكلي بسبب انتشار الفيروس على قطاعات مهمة اقتصاديا في الولايات المتحدة. السوق تخشى ما قد تعنيه آثار النقص الكبير في القدرات في نظام الصحة العامة في الولايات المتحدة من حيث انتشار الفيروس دون رادع وتأثيراته الاقتصادية".

وجاء الانزلاق على الرغم من الجهود المكثفة لحماية الاقتصاد من تأثير تفشي الفيروس. وخفض الاحتياطي الفيدرالي يوم الأحد سعر الفائدة القاسي، في قرار مفاجئ هو الثاني خلال الشهر، بمقدار نقطة مئوية كاملة إلى ما يقرب من الصفر وتعهد بتوسيع ميزانيته بما لا يقل عن 700 مليار دولار أمريكي.

وأشار الخبراء إلى أن التخفيض الحاد في معدلات الفائدة من قبل البنك المركزي قبل الموعد المحدد زاد من القلق من أن الفيروس قد شل سلاسل التوريد. وقال مارك هيفيل، رئيس قسم الاستثمار في ((يو بي إس جلوبال ويلث مانجمنت)) يوم الاثنين، "حتى الآن الأسواق غير مقتنعة بأن مثل هذه الإجراءات ستكون كافية لمنع الارتفاع الحاد في حالات الإفلاس والبطالة".

ورافق هذا التحفيز إجراءات ضارة اقتصاديا أخرى تهدف إلى إبطاء انتشار الوباء، مثل قيود السفر وإغلاق الحانات والمطاعم والمسارح في العديد من المدن الكبرى.

وفي يوم الاثنين أيضا، انخفضت أسعار النفط بشكل كبير أيضا على خلفية القلق من استمرار انتشار الفيروس وتأثيره على تراجع الطلب العالمي على النفط الخام. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط تسليم أبريل 3.03 دولار أمريكى أو 9.55 بالمئة ليستقر عند 28.7 دولار للبرميل فى بورصة نيويورك التجارية، بينما انخفض خام برنت تسليم مايو 3.8 دولار أو 11.23 بالمئة ليقفل عند 30.05 دولار للبرميل في بورصة لندن للعقود الآجلة.

وحول خطوة البنك المركزي الأمريكي، أشار رن زي بينغ، كبير الاقتصاديين في مجموعة ((إيفراغراندي)) ومقرها قوانغتشو بالصين، إلى أن نفس الاستراتيجية التي اتبعتها واشنطن في التعامل مع الأزمة المالية لعام 2008 تشبه "شرب السم لإرواء العطش".

وقال رن "الولايات المتحدة تخطت الخطوة الأولى لكبح الفيروس وتقفز مباشرة إلى المرحلة الثانية. هذا خطأ. لا يمكنك تحقيق المهمتين في نفس الوقت".

وسلط كونغ يي، أستاذ كلية المالية والاقتصاد في جامعة تيانجين بالصين، الضوء أيضا على المخاطر التي تلوح في الأفق في الاقتصاد الأمريكي، بما في ذلك فقاعة الأسهم، واتساع فجوة الثروة، والتي يمكن أن تنفجر إذا لم يتم السيطرة على فيروس كوفيد-19 بسرعة في البلاد، مما يجر الاقتصاد إلى الركود.

وتوقع تيان يون، نائب مدير جمعية بكين للعمليات الاقتصادية أن تأثير الفيروس على الاقتصاد الأمريكي سيكون أطول وأكثر خطورة من الاقتصاد الصيني بسبب عدم وجود تدابير شاملة من جانب السياسيين الأمريكيين.

وبينما يستمر الفيروس في الانتشار في الولايات المتحدة حيث تجاوز عدد الحالات المصابة به 4000 حالة يوم الاثنين مع 71 حالة وفاة على الأقل، وفقا لمركز علوم وهندسة النظم في جامعة جونز هوبكنز، شهدت البلاد علامات أولية على الإغلاق الكامل، حيث أعلنت نيويورك ولوس أنجلوس وواشنطن غلق المنشآت العامة مؤقتا. في الوقت الذي تقود فيه المخاوف المستهلكين والشركات إلى تقليص الإنفاق والاستثمار.

وقال سام بولارد، كبير الاقتصاديين في ويلز فارجو، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "نتوقع أن نشهد ركودا أمريكيًا حادا وإن كان قصير الأجل في الربع الثاني والربع الثالث"، مضيفا "نتطلع إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي ببطء مع نهاية العام".

وفي الوقت نفسه، نشر الاتحاد الوطني الأمريكي للأعمال المستقلة بيانات يوم الجمعة تظهر تأثر 24 بالمائة من الشركات بالفيروس. وتعتقد بعض وسائل الإعلام الأمريكية أن هذا قد يكون مجرد البداية. وتتحمل صناعة السفر العبء الأكبر من التأثير، وقد اتخذت أسعار النفط تراجعا، كما أن إنفاق المستهلكين آخذ في التناقص حيث يعزل الناس أنفسهم في محاولة لتجنب الاتصال بالفيروس.

غير أن هناك من بين كبار الاقتصاديين من يعتقد أن الولايات المتحدة ربما تكون قد دخلت بالفعل في الركود. وقال آلان بليندر، نائب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي السابق، لشبكة ((سي أن بي سي)) في مقابلة أجريت معه مؤخرا "لن أفاجأ قليلاً إذا نظرنا إلى البيانات مرة أخرى ..الركود بدأ في مارس".

ولكن في ملاحظة أكثر إشراقا، توقع ويلز فارجو في توقعاته أن يتعافى الناتج المحلي الإجمالي ببطء في النصف الثاني من هذا العام، استجابة للتحفيز المالي الكبير من الاحتياطي الفيدرالي.

علاوة على ذلك، قلل وزير الخزانة ستيفن منوشين يوم الأحد من مخاوف الركود، قائلا لشبكة ((فوكس نيوز)) إنه يتوقع حدوث "انتعاش كبير" في وقت لاحق من هذا العام، طالما أن الحكومة تتعامل مع الأزمة بشكل جيد.

وقال منوتشين "من الواضح أننا بحاجة إلى الحصول على إغاثة اقتصادية للاقتصاد في الوقت الحالي. إذا قمنا بما هو صواب أتوقع أن يكون لدينا انتعاش كبير في وقت لاحق من العام".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: