عقب الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، على مشهد الجنازة العسكرية التي أقيمت للرئيس الأسبق حسني مبارك بقوله إنه شعر بتجذر التحضر المصري في تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئيس الراحل مبارك ولدوره وتاريخه العسكري".
موضوعات مقترحة
وقال الفقي، في تصريحات صحفية اليوم، إن تاريخ مبارك العسكري سمح له بما حدث معه اليوم من تكريم في جنازة عسكرية يتصدرها رئيس الدولة بنفسه ويحضرها الشخصيات العامة، لافتا إلى أنها سابقة تسجل للرئيس عبد الفتاح السيسي وللمصريين أيضا الذين مهما اختلفوا مع حاكم إلا أنهم لا يتخذون موقفًا يتسم بالعدوانية.
وأضاف مدير مكتبة الإسكندرية، أن مبارك كان حاكما وطنيا أدى دوره، فلا اختلاف على تاريخه العسكري ولكن فيما يتعلق بتاريخه كرئيس للجمهورية فهناك من يتفق وهناك من يختلف معه شأنه كشأن أي حاكم.
وتابع الفقي :" الحكم على مبارك لمن عاصروه يخضع لأهواء سواء حبا أو كرها والبعض اتهمني أني أمارس دورًا خبيثًا في تجميل صورته، بينما اتهمت أيضا بأني انتقدته بعد تركه للحكم ولكني في الحقيقة قدمت تحليلا موضوعيا وكل حاكم يصيب ويخطىء "، مضيفا أن المعاصرة أخطر شئ في تدوين التاريخ.
وأوضح الفقي أن الرئيس الراحل تعرض خلال السنوات التي أعقبت تخليه عن الحكم لما يصعب على بشر تحمله، ولكنه كان شخصية صلبة شديدة، مضيفا:" تربطني به عاطفة التعامل وكان شخصا طيبا وودودا وهذه هي مصر بلد عاطفية والشعب المصري يرتبط دائما بماضيه ويتأثر بمن يتعرض لشئ من الضغوط ".
وقال الفقي إن مكتبة الإسكندرية مهتمة بأن يكون لديها وثائق محددة لرؤساء مصر وبالفعل هناك وثائق عن الحكام من العصر الملكي ولكن تحتاج إلى وثائق من الرؤساء في العصر الجمهوري ومبارك أجرى لقاء مطولا حوالي 18 حلقة مع اللواء سمير فرج لم تظهر بعد، وأتمنى أن يكشف عنها الستار حتى يتم الحكم عليه ونعرف رأيه في كل الأمور، داعيا إلى توثيق تاريخ كل الرؤساء وصولا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأشار إلى أن هناك ملفات نجح مبارك في إدارتها بشكل جيد منها عودة مصر إلى العرب ودوره في استعادة طابا واستكمال مفاوضات السلام وكذلك إسقاط الديون عن مصر، ولكنه لم يوفق فيما يتعلق ببعض الملفات الداخلية كالتعليم والصحة وظهور العشوائيات.
وأشار إلى أن مصر دولة صعبة وثقيلة ومن يحكمها يكتشف كيف هو العبء عليه وعلي غيره، لافتا إلى أن مبارك كان لديه إحساس أن الاستقرار معناه السكون، وهذا ليس صحيحا، فالسكون قد يكون تحته نار.