Close ad

يوميات نيويورك 6 .. "قرن ترامب وصفقته"

26-1-2020 | 17:04

خلال ساعات سيُعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاصيل الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، وهي المعروفة إعلاميًا باسم "صفقة القرن"، وهو بذلك يسعى بشكل واضح لحصد أصوات الناخبين اليهود لصالحه في الانتخابات القادمة ..

والمعروف عن ترامب أنه شخص برجماتي لأقصى حد، ولن يوقفه شيء فيما يخص تحقيق إنجاز عجز عنه أسلافه من الرؤساء السابقين؛ سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين فيما يتعلق بإسرائيل.

وحتى لو فشلت صفقة القرن توجد خطة بديلة وجاهزة، وهي التي تم الإعلان عنها خلال اللقاء المطول الذي جمع الطفل المعجزة نابغة عصره وزمانه صهر الرئيس ترامب جاريد كوشنر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.

وهو باختصار مشروع (السلام الاقتصادي) .. وهذا المشروع أكثر مرونة من صفقة القرن وأقل إحراجًا للدول العربية والخليجية التي لم توقع اتفاقيات سلام مع إسرائيل، وأيضًا للقيادات الفلسطينية، ولن يضطرهم التخلي عن الشعارات التقليدية التي اعتادوا على إطلاقها من وقت لآخر، مثلما فعل رئيس تونس الحنجوري الذي خرج علينا بمسرحية هزلية في أول أيامه في قصر قرطاج، وهذه قصة أخرى ليس وقتها الآن.

المهم نعود إلى مشروع نتنياهو أو الخطة البديلة لصفقة القرن وهو مشروع "السلام الاقتصادي" سيتم تفعيل هذا المشروع في حال ما تعثرت صفقة القرن، وستنتظر ما سيخرج به علينا دونالد ترامب يوم الثلاثاء المقبل وسنرى .. وهو سيفعل برغم المسرحية الهزلية التي تتم الآن بخصوص عزله أو محاكمته أمام الكونجرس .. قرار ترامب بنشر الخطة أو صفقة القرن مرتبط بمشاوراته في دافوس واجتماعاته مع مستشاريه وعلى رأسهم الجاريد كوشنر، وأيضًا مع قادة من جميع أنحاء العالم خصوصًا من الشرق الأوسط والعالم العربي.

وعن تأثير الإعلان عن صفقة القرن خلال الساعات القادمة ومدى تأثيرها على مجريات الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، البعض من الجانب الإسرائيلي يرى أن الإعلان عن صفقة القرن في هذا التوقيت سيؤثر على نتائج الانتخابات لصالح نتنياهو بالطبع.

على العموم .. خلال ساعات ستتضح الأمور ما إذا كانت تتجه نحو صفقة القرن، أم نحو مشروع السلام الاقتصادي، وهو الأكثر مرونة - كما ذكرت - خاصة بالنسبة لمحمود عباس أبومازن وحركة فتح، وأيضًا بالنسبة لدول المنطقة التي لها علاقات سرية مع إسرائيل كأغلب دول الخليج.

وأبرز ملامح مشروع السلام الاقتصادي هي: أن يتم الاتفاق على الحل السياسي وترسيخ الحكم الذاتي وتُترك باقي القضايا والأمور المعقدة مثل وضع القدس واللاجئين والسيادة والأرض إلى مرحلة لاحقة تأتي بعد بناء الثقة التي ستتم عن طريق التنمية، وتوفير حياة كريمة ومستوى معيشي أفضل ورفاهية الحياة مع تطبيع عربي -  إسرائيلي، وهو نفس المسار، ولكن بتحويل المؤقت إلى دائم مع بعض التحسينات، وتحويل النزاع المتبقي إلى نزاع حدودي أمام المحاكم الدولية لا أكثر ولا أقل؛ مثله مثل عشرات النزاعات الحدودية المليء بها الشرق الأوسط المجيد.

إذن المطلوب من ترامب تنفيذه خلال وجوده في البيت الأبيض تصفية فنية للقضية الفلسطينية؛ حتى لو تم الترويج لذلك بالحديث عن مواجهة إيران أو أي شعارات أخرى.

وستتضح الأمور أكثر وفقًا لنتيجة الانتخابات الإسرائيلية في شهر مارس المقبل، برغم ما تروجه الإدارة الأمريكية الحالية من أنها لا تربط خطواتها تجاه الشرق الأوسط وفقًا للأحداث السياسية الداخلية في إسرائيل، وطبعا هذا غير صحيح..

وللحديث بقية والله المستعان..

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: