قال الدكتور رافاييل ناضار المدير العام، لمؤسسة ليبودور سنجور بالسنغال، إن التيار الذي جاء به سنجور ساعد كثيرًا في نشر فهم الثقافة الإفريقية من مختلف المناحي، فقد كان هدف سنجور إنشاء تيار يعبر عن الهوية الإفريقية ويكشف عن الإنسان الأسود.
موضوعات مقترحة
وأضاف ناضار ان رؤية سنجور تساعد على تكوين الشخصية الفردية فعندما نكون متعصبين لا نقبل الانفتاح على الآخر، وكان شعار سنجور أن نكون مستوعِبين لا مستوعَبين ما يؤدي للانفتاح على ثقافات العالم المختلفة.
جاء ذلك خلال الندوة التي أقيمت اليوم بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، عن الشاعر السنغالي الأهم ليوبولد سنجور الذي يعد من أهم الشخصيات السياسية والأدبية في السنغال، حيث كان أول رئيس سنغالي منذ استقلالها وهو يعد من أهم المفكرين الإفريقيين، وقد حاضر فيها الدكتور رافاييل ناضار المدير العام، لمؤسسة ليبودور سنجور بالسنغال، والأديب السنغالي حميدو سال، مشيرًا إلى نشأة سنجور وتعلقه بقريته وبلدته "جوال"، حيث إنه ولد في مطلع القرن وعاش في قريته حتى سن السابعة، وقد تأثر كثيرًا بمحيطه وتفاعل مع الألعاب المختلفة وكان يفضل لعبة المصارعة.
وقد عبر سنجور بأشعاره عن مشاعره وحياته من خلاله شعره، كما عبر عن آرائه وبدأ يعترض على فوقية الحضارة الغربية على باقي الحضارات أيضًا من خلال الشعر، فقال في كتابه السرديات "بما أني لابد أن أشرح ما ورائيات قصائدي، فعلي أن أقول إن هذه القصائد هي كل ما عشته، وقد أوصى سنجور بأن يدفن في مدينته".
فيما بدأ الكاتب والشاعر السنغالي حميدو سال حديثه بوصف مشاعره تجاه زيارته مصر وآثارها للمرة الأولى، واصفًا إياها برحلة أشبه بالحج، حيث إنه يشعر كالسمك في البحر وكأنه بزيارته إلى مصر عاد إلى أصله حيث الأهل والجذور الأولى.
وقال إن الكثير من الحضارات نشأت على ضفاف البحر الأبيض المتوسط وتفاعلت مع بعضها عن طريقه، ويضيف: "اليوم أصبحنا نرى البحر الأبيض المتوسط يمثل حاجزًا يقتحمه البعض للوصول إلى العالم الغربي دون الالتفات أن هذا البحر قبل أن يكون حاجزًا بين الشعوب كان معبرًا، يصل بين الحضارات المختلفة"، مشيرًا إلى أن الحضارات الإفريقية والإغريقية لم تكن لتنشأ لولا الحضارة المصرية.
وقال إن سنجور عاش بـ "مملكة الطفولة" كما كان يسميها في أشعاره، وترك هذه المملكة ليذهب الي باريس ليعيش في الحي اللاتيني وهناك اكتشف القارة الإفريقية "ممسخرة" ومنهوبة، وعليه قرر أن يؤسس تيارا سمي بـ "الزنوجة" ليكون بمنزلة مقاومة للرواسب الفكرية الخاطئة.
فقد استخدم سنجور الشعر ليعبر عن مكنوناته ومشاعره وحياته، وعبر قوة الشعر اتجه سنجور للتعبير عن وجدانياتهم ورفضهم الظلم والقهر.