قال الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي، إن المرض النفسي سيكون الأول في قائمة الأمراض التي تواجه البشرية بحلول عام 2030، كما أن هناك 6 معتقادات خاطئة عن المريض النفسي.
موضوعات مقترحة
وأوضح عكاشة، في تصريحات لـ«بوابة الأهرام»، أن وصمه المرض النفسي ونبذ المريض النفسي من المجتمع، ونظرة البعض له على أنه مجنون يوثر فيه بطريقة سلبية، ويجعله يفقد الثقة في نفسه، مضيفا أنه يصاب بانخفاض روحه المعنوية وعدم قدرته على الاختلاط والعمل؛ مما يؤثر بشكل سلبي ويزيد من حالات الطلاق، والامتناع عن العمل واللجوء إلى المخدرات للهروب من الوصمة.
وأضاف أنه يوجد في العالم الآن ما يزيد على 500 مليون شخص يعانون الاضطرابات النفسية، ويشكل المرض النفسي واحدا من كل أربعة، مضيفا أن مرض الاكتئاب في العالم بلغ تقريبا 140 مليون نسمة أي في مصر مليون وأربعمائة ألف تقريبا، مستكملاً أن حالات الفصام في العالم يقدر عددهم الآن حوالي 50 مليون نسمة، وفي مصر يمثل حوالي مليون نسمة.
أولوية إنسانية
وأشار إلى أن الصحة النفسية يجب أن تعد أولوية إنسانية، وعلينا أن نوفر العلاج لهم، لافتا إلى أن عدد المنتحرين في العالم حوالي مليون شخص 70% منهم يعانون من الاكتئاب، مؤكدا أن الاستثمار الحالي في خدمات الصحة النفسية يقل بكثير عن اللازم وفقا لمسح عام 2014، فتنفق الحكومات 3% في المتوسط من ميزانيات الصحة الخاصة على الصحة النفسية، وتتراوح النسبة بين 1% في البلدان المنخفضة الدخل إلى 5% في البلدان المرتفعة الدخل.
الاستثمار في الصحة
ولفت إلى أن الاستثمار في مجال الصحة النفسية معقول على ما يبدو من الناحية الاقتصادية؛ لأن استثمار كل دولار واحد في تحسين علاج الاكتئاب والقلق يحقق عائدات قدرها 4 دولارات في تحسين صحة الفرد وزيادة قدرته على العمل، مضيفًا أن علاج الاكتئاب والمرض النفسي هو استثمار لاقتصاد الأمة، وهناك دراسة حديثة في لندن من كلية الاقتصاد البريطانية؛ توضح أن علاج الاكتئاب وعودة المرضى للعمل والمشاركة تزيد من الناتج القومي 3%.
وأكد أن الاكتئاب يزيد من خطورة الإصابة باضطرابات وأمراض ناجمة عن استعمال المواد النفسية التأثير مثل الداء السكري والسرطان وأمراض القلب، موضحا أن الاكتئاب يعد أكثر الأمراض التي تعاني منه النساء، أما في الرجال فهو الثالث، ومن المنتظر أن في عام 2030 سيكون العبء الأول للرجال والنساء.
وأوضح أن المريض النفسي لا يحظى بالعناية إذا أصيب بأمراض في القلب أو الضغط أو السكر أو السرطان؛ لأنه مريض نفسي مما يؤثر على عمر الإنسان بحوالي 15 عاما، لافتا إلى أن مريض القلب أو السرطان، لا يقدم على الانتحار إلا أذا أصابه الاكتئاب.
الجنون
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية، أوضحت أنه حتى الآن نسبة عدم علاج المرضى النفسيين في العالم هي «انفصام 40 %، الاكتئاب الجسيم 50%، اضطرابات تناول الكحوليات والمخدرات 90 %، الاضطرابات النفسية في سن الطفولة والمراهقة 90 %»، مؤكدا أنه لا يوجد في الطب النفسي اضطرابات أو مرض يسمى بالجنون.
المستشفيات النفسية
واستكمل أنه كان الغرض من المستشفى النفسي هو إيداع المريض لحماية المجتمع من خطورته؛ حيث لا يوجد علاج للمرض النفسي سواء في التفكير والإرادة والعواطف والإدراك هو المخ، موضحا أنه تم اكتشاف العلاج لمعظم الأمراض النفسية.
الاعتقادات الخاطئة
كما أشار إلى أن هناك العديد من الاعتقادات الخاطئة عن المريض النفسي:
1- الذين يعانون من أمراضا عصبية أو ذهنية يجب حجزهم بالمستشفيات.. ولكن الحقيقة أن الدراسات أظهرت الكثير من الحلول البديلة عن حجزهم بالمستشفيات، والتي تشمل إلحاق المريض ببرامج شاملة داخل المجتمع.
2- الحجر على المريض النفسي هو أفضل وأنسب مكان لمن يعانون الفصام.. ولكن الحقيقة أن الناس الذين يعانون من الفصام يجب إلا يحجزوا أو يحجر عليهم؛ لأن حالتهم سوف تتدهور أكثر لو جرى علاجهم بالعقاب أو الحجر.
3- لا فائدة من الأدوية النفسية لما يلاحظونه من عدم شفاء من بعض المرضى رغم استخدامهم لتلك الأدوية النفسية لفترة طويلة، وأن هذه الأدوية هي مجرد مسكنات ومهدئات أو منومات.. ولكن الحقيقة، أن الأثر الفعلي لبعض الأدوية النفسية يستغرق بعض الوقت في الظهور، وأنه يلزم في بعض الأحيان إلى تعديل الجرعة أو اختيار العلاج المناسب من خلال الطبيب النفسي.
4- الأدوية النفسية ما هي إلا مهدئات ومسكنات ونوع من المخدرات وتودي إلى الإدمان.. ولكن الحقيقة، أن الأدوية النفسية لا تودي إلى الإدمان مطلقا.
5- الصالحون والأتقياء لا يصيبهم المرض النفسي وأن ذلك ضعف إيمان.. ولكن الحقيقة، أن الفصام مرض عضوي في المخ مثله مثل باقي الأمراض التي تصيب أمراض الجسم.
6- من يعاني المرض النفسي يميل إلى العنف.. ولكن الحقيقة، أن الدراسات أثبتت الأشخاص التي تعاني أمراضا نفسية تظهر عليهم أعراض العنف أقل من الأشخاص الطبيعيين.