Close ad

الثقافة تعني .. بهاء طاهر

7-1-2020 | 17:49

بهاء طاهر، عالَم غني ممتد‏..‏ استطاعت أعماله أن تصبح علامة بارزة في ساحة القص المصري والعربي، وأن يواصل مسيرة أدباء مصر العظام محمد حسين هيكل والعقاد ونجيب محفوظ ويحيى حقي ويوسف إدريس.

بهاء طاهر.. صاحب «قالت ضحى»، «الحب في المنفى»، «واحة الغروب»، «نقطة نور»، «أنا الملك جئت»، «خالتي صفية والدير»، بهاء طاهر.. سيد الزهاد، وشيخ شيوخ الحفاظ على الكبرياء، وفارس فرسان الستينيات.. كتاباته دائما تحتفي بضعف الإنسان وتساؤلاته واعتراضاته.. كتاباته هي التي علمتنا كيف نقترب أكثر من أنفسنا بصدق.. كتاباته أيضًا تهب لمن يقرأها أعمارًا أخرى، وحيوات أجمل.. بهاء طاهر صاحب المواقف الوطنية المشرفة، بهاء طاهر.. يعرف الصعيد الذي يسكن روحه، ويعشق الصحراء التي يعتبرها بستان الله، ويعيش في القاهرة بعد أن خبر مدن العالم.. وعلى الرغم من أن غالبية شخصيات رواياته تبدو محبطة ومهزومة‏، فإنه دائمًا ما يبحث عن العدالة والحرية‏.‏

رحابة النيل وصدقه وهدوؤه وعذوبته وأصالته وكبرياؤه.. متجسدة دائمًا في شخصية الروائي بهاء طاهر، ولإبداعه مذاق خاص ينم عن موهبة فريدة ودراية عميقة بفن الرواية، وكتاباته المليئة بالشاعرية، تحملنا دومًا إلى واحات التأمل، فهو حالة تثقيفية متكاملة.. منشغل دائمًا بحال الوطن، وحال الديمقراطية، وحال الإنسانية.

يقول عنه صديقه الأستاذ هيكل: «الثقافة تعني بهاء طاهر.. وبهاء طاهر يعني الثقافة»، ويقول عنه الأديب الكبير محمد المخزنجي: «بهاء طاهر واحد من أكثر كتاب العربية المعاصرين وعيًا بما يكتب، وتأملًا للكيفية التي يكتب بها، ومن أشدهم صبرًا على دروب الكتابة».

 في منزله الأنيق استقبلنا بضحكته الصافية السمحة المحبة الودودة وروحه العذبة التي تهون عليك صعوبات الحياة، وقوامه النحيل الذي يذكرك بالمصري الأول، وتواضعه الذي يذكرك بمعنى إنساني افتقدته الغالبية العظمى في ظل صراعات الحياة الرخيصة، محفور في ذاكرتي آخر لقاء معه في أكتوبر 2016 عندما ذهبت إليه لإجراء حوار لجريدة الأهرام، واستقبلتني زوجته التي ترعاه وتهتم به بحنوٍ وإخلاص نادر، لم تكن الذاكرة تسعفه، لكن حبه لهذا الوطن وأهله.. هو الذي يجيب عن أسئلتي: ما هي الرسالة التي تريد توجيهها للمصريين؟

ربنا يعينكم.. لكننا نحتاج للعمل بشكل أكبر مما هو موجود حاليًا.. أكثر مما ننتقد.

ما هو توصيفك للحب حاليًا؟

الظاهر إننا مش عارفين نحب بعض، ولازم نحب بعض أكثر.. الحب حاليًا أصبح صعبًا.. الحب أصبح منفيًا.. ومازلنا نتساءل عن سبب هذا، برغم إن الحب هو اللي بيسند ويطبطب على الناس في عز الأزمات والحروب.. ورأيي أن اختفاء الحب خطر.

يا ترى هل اختفى بفعل فاعل؟ ومن برأيك يكون الفاعل؟ الفقر أم الظلم أم القهر أم اليأس؟

المتآمرون على المصريين هم الفاعلون.. يحاولون تكسير الحب الذي يعد حائط صد.. القسوة هي التي تقتل الحب، عندما كنت أمشي في الشوارع كنت أرى بعض الناس وهم يطعمون القطط بحب كبير ـ للعلم ـ هذا المشهد أثر في الجبرتي، وكتب أن هذا المشهد من محاسن مصر، ثم ربط انهيار المجتمع في مصر بمطاردة الأطفال للقطط بشكل عنيف.. لكن مصر ستظل محروسة.

قلت لي سابقًا إن هناك تميمة خاصة بالمصريين لحمايتهم؟

بعد شرود قال: يا رب تفضل

خايف على مصر من إيه؟

إن المصريين يتغيرون من حيث أخلاقهم وطباعهم.. الأخلاق هي حائط صد المصريين وليست الأموال وما شابه.

بهاء طاهر يكمل خمسة وثمانين عامًا في هذا الشهر مواليد 13 يناير 1935، و«ديوان الأهرام» تقدم له أسمى التهاني والدعوات الطيبة.. وتدعو الحركة الثقافية والقراء إلى الاحتفاء بالشكل اللائق بهذا الكاتب المصري الكبير.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة