Close ad

كلمة صدق.. يجعلها سنة "بيضا"

2-1-2020 | 14:09

ها نحن ودعنا 2019 بكل حلوها ومرها، ونستقبل 2020 بكل ما تحمله من أسرار وأحلام وأمنيات..

وبين عام طوينا صفحاته سريعًا وعام نستقبل أيامه، ندعو الله أن تكون سنة "بيضا" على مصر وشعبها وشبابها وشيوخها.. نعم أسمع دعاء كل المصريين يتردد في كافة أرجاء المحروسة - وهم يتضرعون خفية وجهرًا - أن يعم مصر الخير وينحصر فيها الشر..

أدعو الله أن يجد كل شاب ضالته في العمل الذي يفيد به نفسه وأهله وينفع به وطنه، وأن تتراجع فيه معدلات البطالة وإحصائياتها النوعية؛ سواء البطالة بشكلها التقليدي أو البطالة المقنعة التي تجلس خلف المكاتب في كافة المواقع بلا ذنب اقترفوه وهم في حقيقة الأمر ثروة عظيمة لو أحسنا استغلالها، وإنما بسوء التخطيط وعدم الاستغلال الجيد لتلك الموارد البشرية المفعمة بالحيوية والرغبة الجادة في العمل والتطور، ولكنها تصطدم بمن يتسبب في تحطيم طموحاتها ويبث بداخلها الإحباط، ولذلك لو سألت عشرة من شباب مصر الآن ما هو الحلم الذي لم تحققه في 2019، وتتمني تحقيقه في عام 2020، فإنني على ثقة تامة أن إجابات القاسم الأعظم منهم بلا استثناء، هو السفر إلى الخارج؛ من أجل البحث عن فرصة عمل ودخل مادي يتيح العيش في حياة آدمية كريمة ويشعر بالأمان الاجتماعي ويمنحه الأريحية في تحقيق كل ما يتمناه.
أدعو الله أن يأتي اليوم الذي يرفض فيه شباب مصر السفر إلى الخارج عندما يحتويه وطنه بكل الحب والرعاية ولا يشعر بالغربة داخله..

أحلم أن تختفي في 2020 ظاهرة انتحار الشباب تلك الظاهرة الدخيلة على المجتمع المصري، وأتمنى من المؤسسات التربوية والنفسية دراسة أسباب هذه الظاهرة والحيلولة دون تكرارها حتى تختفي تمامًا؛ لأن شبابنا مؤمن بالفطرة وزاخر بالطاقات المبدعة؛ ولكنه يحتاج فقط لمن يرعاه ولا يتركه فريسة "الانتحار".

أتمنى أن ننجح في حل مرحلي لمشكلات الشارع المصري الذي يعاني للأسف الانفلات الأخلاقي والحضاري لكي نستعيد معاني القيم النبيلة في سلوكياتنا ويتجسد احترامنا للآخر وصولًا إلى الانضباط المنشود في المجتمع حتى يعود الشارع المصري كما كان باعتباره مرآة لما عليه حال المجتمع.

وأحلم بأن تختفي ظاهرة التسول التي تفشت بشكل غير مسبوق في شوارع مصر وعلى أرصفتها دون رقيب أو حسيب بعدما غابت قيم التعفف.

أدعو الله في عام 2020 أن تتخلص مصر من الفساد بين البعض من معدومي الضمير؛ لكي تتقدم بلدنا إلى مستقبل بلا فساد.. فساد بعض صغار وكبار الموظفين ولا يزال هناك الشرفاء.

أدعو الله في 2020 أن يزداد تلاحم المصريين؛ لكي ننبذ معًا الخلافات ونتوحد جميعا يدًا واحدة في مواجهة الإرهاب الأسود، وأدعو الله أن يزداد الوعي الحقيقي بين كل الشعب المصري؛ لكي ننبذ معًا كل محاولات البلبلة والفتن والانقسامات.

أدعو الله أن نجد في 2020 حسابًا مجتمعيًا ورسميًا للمقصرين، وأن تنتشر ثقافة الاستقالة بين المسئولين لمن لا يحالفه التوفيق في العمل لصالح المصريين، أحلم أن يعود التعليم المصري إلى سابق عهده في المدارس الحكومية - كما كنا في السابق - تلك المدارس التي تخرج منها رموز مصر وعلماؤها في كافة المجالات، أدعو الله أن ننجح في مجابهة فحش المدارس الخاصة؛ التي تبحث فقط عن التربح من باب العلم والتعليم دون أي مسئولية اجتماعية، أحلم بالمزيد من التحسن في الخدمات الصحية لصالح الفقراء، وأن يعود العلاج في المستشفيات الحكومية بعيدًا عن مستشفيات البيزنس الخاصة وعيادات بعض الأطباء الذين يبحثون عن الثراء على حساب أخلاقياتهم المهنية السامية بدون أي حسيب أو رقيب.

أحلم فعلا بوعي وثقافة حقيقية وسوشيال ميديا أكثر تعقلًا وحكمة ومنطقية بعيدًا عن نشر الأكاذيب وإثارة البلبلة ومصارحة حقيقية للمصريين بدون دغدغة للمشاعر..

أحلام وأمنيات..أتمنى تحقيقها لمصر وأن يجعل 2020 سنة "بيضا" على كل المصريين.

وأدعو الله بين عام مدبر وعام مقبل أن يغيّر الله‏ الأحوال من حال إلى حال أفضل.

ابتسموا وتناسوا أوجاعكم، تسامحوا واعفوا واصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم، تفاءلوا بالخير تجدوه، كل عام وأنتم في حال أفضل في 2020.

نقلًا عن "مجلة الشباب"

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
كورونا "من تاني"!

الكورونا لم تنته وربما لن تختفي من حياتنا في مصر والعالم كله، هذه هي الحقيقة الأولى التي نعيشها على أرض الواقع هذه الأيام، والحقيقة الثانية تؤكد أن ما

الكأس راحت فين؟!

بعد سبع سنوات اكتشفنا اختفاء كأس الأمم الإفريقية التي احتفظت بها مصر بعد فوز منتخبنا لكرة القدم باللقب 3 مرات متتالية، الكأس المختفية التي تعتبر في حكم

الفقاعة التعليمية والمصروفات الجامعية!

الشباب هو المستقبل وهو أيضا عماد الأمة، وكذلك التعليم والصحة، والأمم التي تزخر بأعداد كبيرة من الشباب أمة قوية وواعدة، ولكن بشروط محددة، ولا شك فإن التعليم

انتصار الحياة

فجأة دون سابق انذار جاءنا "الكورونا" ضيفا ثقيلا وحتما سيرحل أو نتعايش معه ككائن منبوذ غير مرغوب فيه، وهكذا تستمر الحياة بحلوها ومرها وبمفاجآتها السارة

الحياة في زمن الكورونا

في وقت الأزمات من الطبيعي أن تتغير الأنماط السلوكية للبشر، ويكون تغير السلوك في بعض الأحيان في الاتجاه السلبي المرفوض، وكثيرا ما يكون التغيير نحو الجانب

كورونا "الحرب العالمية الجرثومية" .. ماذا بعد؟!

وحتى إشعار آخر.. لا حديث يعلو فوق حديث الكورونا الذي أصاب العالم بالخوف والفزع والهلع؛ مع كل مراحل تفشي الفيروس؛ الذي تحول إلى وباء ومن ثم إلى جائحة؛ مما

المتحف الكبير .. والحلم الكبير!

من المفترض أن تصبح مصر الوجهة السياحية المفضلة في العالم خلال السنوات الخمس المقبلة، ولم لا ومصر تمتلك من المقومات التي ترشحها بالفعل لاحتلال هذه المكانة

كلمة صدق.. تعمير سيناء بسواعد شبابنا

خدعوك فقالوا إن اتفاقية السلام "معاهدة كامب ديفيد" تمنع مصر من إقامة مشاريعها التنموية في سيناء، خدعوك فقالوا إن مياه النيل سيتم نقلها إلى إسرائيل، مرة

لماذا لا يقرأ شبابنا الصحف؟!

عندما نبحث عن سبب عزوف المصريين عن قراءة الصحف بشكل ملحوظ ومتزايد في السنوات الأخيرة، ولكي نجد إجابة شافية على هذا السؤال فإننا نطرح عدة خيارات، هل لأننا

كلمة صدق.. "بيزنس" الثانوية العامة!

بدأ العام الدراسي ومن قبله بدأ "بيزنس" الثانوية العامة.. عفوا أقصد مراكز الدروس الخصوصية المجمعة والتي تسمي بـ"السناتر" وقولا واحدا أؤكد أن الثانوية العامة

كلمة صدق.. أفسحوا الطريق للدراجات!

مبادرة حقا مهمة وملحة للغاية، تلك التي أطلقتها وزارة الشباب والرياضة بالدعوة إلى استخدام الدراجات الهوائية كوسيلة انتقال آمنة وصديقة للبيئة داخل المدن،

الأكثر قراءة