Close ad

هل كانت الملكة حتشبسوت ضحية لمرض السرطان؟ | صور

15-12-2019 | 15:42
هل كانت الملكة حتشبسوت ضحية لمرض السرطان؟ | صورمعبد الملكة حتشبسوت
محمود الدسوقي

يؤكد الأثريون أن مرض السرطان وإن كان موجودًا عند الفراعنة، إلا إنه كان غير معروف لدي المصريين القدماء الذين برعوا في علوم الطب، التقدم الكبير لمصر القديمة في العلوم الطبية جعل هيردوت أبوالتاريخ، يقول أن المصريين عندهم طبيب في كل عضو من أعضاء الجسم، وللعيون طبيب وللأسنان طبيب، وكذلك للأمراض الخفية طبيب.

موضوعات مقترحة

في كتابه "الطب المصري القديم" المنشور عام 1923م، يكشف الطبيب حسن كمال نجل الأثري أحمد كمال باشا عن مئات من البرديات الطبية المهمة، منها قرطاس هرست الذي تم اكتشافه في قرية دير البلاص بقنا، والذي إشتراه الدكتور ريزنر، وأهداه لجامعة كاليفورنيا عام 1901م.

وقرية دير البلاص بقنا التابعة لقرية المحروسة حاليا، والمكتشف فيها القرطاس الطبي، كانت من ضمن العواصم لملوك طيبة في محاربتهم للهكسوس، واستخدمت كنقطة انطلاق لحملات المصريين ضد الهكسوس، وتضم قصر الشمال المبني من الطوب اللبن، وقد اكتشف "كيوبيل" العالم البريطاني "جبانة البلاص" وبها محتويات 900 مقبرة، ومن ضمنها مقابر الفخار، حيث كانت القرية من ضمن أهم القري في صناعة الفخار في الصعيد.

يقول حسن كمال، إن قرطاس هيرست المكتشف بقرية دير البلاص كان من أوائل البرديات الطبية في مصر، حيث جاءت نصوصه في 15 عمود، ويرجع تاريخه إلى 1550 قبل الميلاد، وبلغت وصفاته الطبية نحو 260 وصفة طبية، مؤكدا أن في عصره تم اكتشاف الكثير من الأمراض في المومياوات مثل البلهارسيا وغيرها.

في عصرنا الحديث خضعت عدة مومياوات مصرية للمسح الطبي، سواء في مصر أو دول العالم، من بينها مومياء الملكة حتشبسوت، حيث قام الدكتور زاهي حواس بإجراء بعض الأبحاث العلمية على بعض المومياوات، والتي تضمنت دراسة محتويات صندوق أحشاء الملكة حتشبسوت بالمتحف المصري، الذي سبق العثور عليه في خبيئة الدير البحري، وعثر بداخلة علي أحد الضروس فاقدا لأحد جذوره من الفك الأيمن العلوي، وبمراجعة ودراسة المومياء وجدوا أنها تفقد هذا الضرس وفي نفس الجانب من الفك، ولتأكيد صفة المومياء تم إجراء تحاليل الحامض النووي لها، ومقارنتها مع بعض مومياوات نفس هذه الفترة، والتي أثبتت صحة نسب هذة المومياء للملكة حتشبسوت، التي توفيت في سن ٥٥ عاما متأثرة بمرض السرطان والسمنة المفرطة.

الملكة حتشبسوت هي خامس ملوك الأسرة الثامنة عشرة من عصر الدولة الحديثة، وتعتبر من أقوى وأعظم ملكات مصر القديمة، وهي أبنة الملك تحتمس الاول، وزوجة الملك تحتمس الثاني، وبعد وفاته أصبحت وصية على عرش ابنة الملك تحتمس الثالث، ثم ملكة منفردة على حكم مصر، وقد حكمت الملكة حتشبسوت خلال الفترة من ١٤٧٩ إلى ١٤٥٧ قبل الميلاد، ومن أهم أثارها معبدها الفريد بالدير البحري.

الخبير الأثري نصر سلامة قال في تصريحات لــ"بوابة الأهرام"، إن معبد حتشبسوت تم تنفيذه من الحجر الجيري على ثلاث مستويات متتابعة، وشهدت فترة حكمها انتعاشا كبيرا للدولة المصرية، من حيث قوة النفوذ والعلاقات الخارجية، وخاصة مع دول إفريقيا.

ويعتبر عالم الآثار أوجست مريت، أول من رفع الأنقاض عن معبدها بالدير البحري، خلال الفترة من ١٩٠٣ إلى ١٩٠٦م.

فيما يخص الكشف عن مومياء الملكة حتشبسوت، أكد نصر سلامة أن عالم الآثار هوارد كارتر، قام بالكشف عن المقبرة رقم ٦٠ بوادي الملوك بالأقصر عام ١٩٠٣م، حيث عثر بداخلها علي مومياء لسيدة تخص مرضعة الملكة حتشبسوت، إلى جانب مومياء أخري لسيدة لا يوجد عليها أي كتابات تظهر صاحبتها، وأطلقوا عليها مومياء مجهولة حتي تم إجراء الكشف العلمي عليها.

ووصف الطبيب حسن كمال أن هناك برديات فرعونية كثيرة تحدثت عن الأورام عند الفراعنة، ومنها أورام مازال العالم يجهلها، كما تحدثت البرديات عن كيفية إجراء العمليات الجراحية، مؤكداً أن الفراعنة الذين قاموا بصنع الكثير من المراهم والأدوية من خلال الأعشاب، كانوا يؤكدون أن النبض هو حديث القلب، لذلك كانوا يعرفون جيدًا دورة الأوعية الدموية في جسم الإنسان.


مخطوط عن الملكة حتشبسوتمخطوط عن الملكة حتشبسوت

تمثال الملكة حتشبسوتتمثال الملكة حتشبسوت
كلمات البحث
اقرأ ايضا: