Close ad

.. ولكن الحيوانات لا تقتل صغارها!!

21-11-2019 | 18:50

عندما يفقد الإنسان إنسانيته، يصبح أسوأ من أشرس الحيوانات, ولكن عندما يتحول الحيوان من وحش كاسر إلى أم حنون وعطوف، فيصبح هناك خلل، وعلينا مراجعة آدميتنا.. أحد شياطين الإنس ألقى بطفل حديث الولادة – ومازال الحبل السُري ملتصقًا به - في القمامة لتلتقطه كلبة ضالة، وتضعه عند أقرب بيت والطفل حاليًا بقدرة الله سبحانه وتعالى ما زال حيًا كنموذج لإنسانية الحيوان، في مواجهة همجية الإنسان.

وبرغم أن الأبوة والأمومة غريزتان فطريتان من أنبل ما يكون، فإن هناك أشخاصًا كثيرين هذه الأيام لا يستحقونها، أو ربما حتى لا يدركون قيمتها؛ إما نتيجة للإنجاب من دون رغبة، أو دون سابق تأهيل واستعداد، أو بسبب تفكير البعض بأن أبناءهم صنيعتهم التي يحق لهم استباحتها كيفما شاءوا.

وكثرت مؤخرًا جرائم إلقاء الأطفال الرضع في الشارع؛ فنرى الآن بشرًا لا يعرفون معنى كلمة "ولد"، ولا يمكنهم تحمل المسئولية, ولا يعلمون أنه "قدر الله"؛ فبعد وضع الحمل يلقون أبناءهم في الشوارع, ظنًا في التخلص من الطفل الذي ليس له أي ذنب غير أنه ابن لهم؛ حيث أقدم رجل على ذبح ابنه انتقامًا من زوجته التي طلبت الطلاق منه، وعذب آخر طفلته -3 سنوات - بإطفاء السجائر في جسد طفلته انتقامًا من طليقته، وقتل مصري آخر طفلته لشكه في سلوكها، وأقدم رابع على قتل زوجته وأبنائه الثلاثة حرقًا في المنيا؛ بسبب الخلافات الزوجية، وأشعل النيران في أطفال من زوجته وأبنائه وأهل الزوجة، ما أدى لوفاة اثنين منهم وإصابة 11 آخرين، كما ذبح سائق توكتوك زوجته وسمم أبناءه الأربعة، وانتحر بسبب الشك في سلوك زوجته، وأقدم أب على قتل رضيعه، وتبين من الفحص أنه يعاني من مرض نفسي، وأقدم عامل على قتل ابنته بعد 3 أيام من ولادتها، بقرية أولاد نجم التابعة لمركز نجع حمادي، وسلم نفسه طواعية لمركز شرطة، وقتل رجل ابنه الشاب البالغ من العمر 27 عامًا، في سبتمبر 2018؛ حيث طعنه بسكين ليسقط جثة هامدة بمنطقة الكيلو 3 بمدينة مرسى مطروح وفر هاربًا.

وفي أغسطس الماضي، قُتل طفل، على يد والده بعدما سب جدته، وبحسب والدة الطفل، فإنهم أبلغوها بوفاة طفلها ودخول طفلتها الأخرى المستشفى في حالة سيئة، وأنها اكتشفت أن والدهما ضربهما وعذبهما، موضحة أن والد الطفل مدمن مخدرات، وأنه ضرب أبناءه بالعصا والكرباج، وذهب لتعاطي المخدرات، ثم عاد لاستكمال تعذيبهم حتى لقي طفلها حتفه.

وشهد أيضا أغسطس الماضي، استخدام تاجر في المنيا، أسطوانة بوتاجاز، وأشعل النيران في مسكنه بمركز سمالوط، شمالي محافظة المنيا، لتلقى زوجته وأبناؤه الثلاثة مصرعهم حرقًا ثم فر هاربًا، وعقب ذلك بيومين، قرر أب معاقبة ابنه بسبب سرقته 200 جنيه؛ حيث عذبه بسكب الماء المغلي عليه حتى لقي حتفه، وفي محافظة دمياط قتل أستاذ في كلية طب جامعة الأزهر ابنه بغرض معاقبته على سرقة مبلغ 400 جنيه، بينما قتل أب ابنته، بعد الاعتداء عليها بالضرب بمساعدة زوجته، لكثرة هروب المجني عليها، وقاما بوضعها في "جوال" لمدة ثلاث أيام قبل اكتشاف الجريمة، وألقي القبض على الزوجين.

كما ابتدع طبيب طريقة إجرامية لعقاب ابنه؛ بعد أن قام بسرقة مشغولات ذهبية تخص زوجته؛ حيث قام طبيب بتعذيب طفله، ويدعى عبدالرحمن، حتى لقي مصرعه وألقى جثمانه في الشارع، وتوجه إلى قسم الشرطة ليحرر محضرًا يفيد باختفائه في محاولة للتستر على جريمته.

وكلها أمور شاذة تأبى حتى الحيوانات المفترسة ارتكابها؛ برغم طبيعتها الشرسة؛ كأمهات التماسيح التي تتمتع بحنان مفرط؛ حيث تدفن الأم البيض على مقربة من الشاطئ، وتنتظر بجانبه لحمايته ما يقرب 3 شهور، وبعدما يفقس البيض، يصدر الصغار أصواتًا للنداء على الأم، التي تتقدم وتحملهم بفمها دون إغلاقه حتى لا تؤذيهم، وذلك حتى إيصالهم إلى الماء.

وكانت إحدى السيدات تقود سيارتها في شارع الهرم، حين شاهدت كلبة تعبر الطريق عدة مرات، فخافت عليها من الدهس، واشترت لها بعض شطائر اللحم من مكان قريب، ووضعتها على الرصيف، ولكنها فوجئت بالكلبة تأخذ شطائر اللحم وتمشي بعيدًا، ولما مشت السيدة وراءها وجدت صغارها على الناحية الأخرى من الشارع، وهي تضع شطائر اللحم أمام صغارها، فهمت السيدة سبب حيرة الأم، وابتاعت لها مجموعة أخرى من الشطائر، وفوجئت بالكلبة تأخذها أيضًا وتعطيها لصغارها".

ويتصور البعض أن قطط الشوارع ليس لديها إحساس، مع أن الأمومة عند القطط أنقى من البشر، هناك حالات صعبة؛ قطة قُتل صغارها أمامها، فمرّت باكتئاب شديد ثم ماتت، وأخرى تم أخذ صغارها منها؛ فتحجّر اللبن في صدرها، وأُصيبت بأورام، وفترة الحمل في النمور ثلاثة أشهر ونصف، وتضع في المتوسط ثلاثة مواليد، ومع اقتراب الولادة، تبحث الأم عن مكان آمن لوضع صغارها وحمايتهم من الحيوانات الأخرى، وحتى من بني جنسها.
الأمومة عطف وحنان وتضحية، ولا تنطوي هذه الصفات فقط على عالم الإنسان، إنّما الحيوانات والطيور أيضًا تمتلك فطرة بمشاعر الأمومة، هذا ما تؤكّده الصور المؤثرة لحمامة أمّ وهي تطعم فراخها بكلّ حنان وعطف.

وتظهر صغار الحمامة وهي تتناوب على تناول الطعام من فم أمها التي تطير بحثًا عن الطعام، فتحمله في فمها إلى صغارها، أما أفضل أم فهي أنثى العنكبوت الأسترالي؛ إنّها الأم التي تضحّي بحياتها من أجل أطفالها، وتضع أنثى العنكبوت الأسترالي حوالي 40 بيضة في فصل الصيف، وتقوم بالصيد والتقاط الحشرات لصغارها من أجل التغذية، ولكنّها أيضاً تأكل كثيرًا، ويزداد وزنها بشكل ملحوظ في فترة القحط وعدم وجود غذاء في الشتاء، تحوّل الأم نفسها إلى مخزون للطعام، وتضحّي بنفسها من أجل صغارها، إذْ تؤكل من قبل صغارها، وهذا ما يضمن نجاة عدد أكبر من الصغار، إذْ لا يموتون من الجوع، هذا هو السبيل الوحيد كي لا يأكل الصغار بعضهم بعضًا، إنّه مشهد تضحية لا يمكن لبشر الإقدام عليه إلا في الأساطير.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
مصر الغريبة بأسمائها

الزائر لمصر لأول مرة لن يصدق أنه في بلد عربي لغته العربية فمعظم الأسماء للمحال والشوارع والمنتجعات، بل الأشخاص ليس لها علاقة باللغة العربية وباتت القاهرة

مصر تخطت الفترة الانتقالية

جاء حين على مصر كانت شبه دولة عندما تعرضت لهزة عنيفة ومحنة سياسية واقتصادية قاسية، عقب ثورتين تخللتهما موجات إرهابية تصاعدت فى ظل غياب وانهيار لمؤسسات

ثوار ما بعد الثورة

لابد من الاعتراف بأن كل ما في مصر الآن نتيجة مباشرة لأحداث ٢٥ يناير بحلوه ومره، فأي إصلاح هو ثمرة مباشرة لشجاعة ووعي ودماء شرفاء سالت لتحقق حلم الأمة في