Close ad

لعنة "الدم السوري" و"إبادة الأرمن" تطاردان أردوغان.. وزيارته لأمريكا في مهب الريح

5-11-2019 | 16:12
لعنة الدم السوري وإبادة الأرمن تطاردان أردوغان وزيارته لأمريكا في مهب الريحالرئيس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
أنقرة - سيد عبد المجيد

في خطوة مفاجئة، أرجأت أنقرة استلامها للدفعة الثانية من منظومة الصواريخ الروسية أس ــ 400، إلى ما بعد الموعد المحدد في العام 2020، هذا ما أعلنه "إسماعيل دمير" رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية؛ والسبب هو استمرار المحادثات حول تبادل التكنولوجيا والإنتاج المشترك، لكن المثير في الأمر، أن الكسندر مخاييف مدير عام شركة روس أوبورون إكسبورت، قال الجمعة الماضية، إن بلاده أكملت عملية إمداد تركيا بمنظومات إس 400 الصاروخية قبل الموعد المحدد والمتفق عليه مع الحكومة التي يقودها الرئيس رجب طيب أردوغان. 

موضوعات مقترحة

أردوغان نفسه صرح أكثر من مرة أن المنظومة سيتم تشغليها في أبريل 2020 على أقصي تقدير، فقط ما أثار الانتباه أنه في الفترة الأخيرة شدد بعبارات لم تخل من دلالة "على ضرورة ألا تُفسد مسألة صواريخ إس-400 الدفاعية، العلاقات التركية – الأمريكية" لكن يبدو أنها أفسدتها بالفعل.

وردا علي وقف واشنطن تدريب الطيارين الأترك على مقاتلات إف 35 ومطالبتها إياهم بمغادرة أراضيها، صرح مسئـولون بارزون في أنقرة أنهم اتفقوا مع موسكو على شراء أخرى بديلة، غير أن " إسماعيل دمير " عاد في مقابلة مع شبكة " أن تي في" الإخبارية المحلية، ليصحح الخبر مشيرًا إلى أن روسيا عرضت بيع مقاتلات وأن بلاده تقوم بتقييم العرض، وأضاف أنه سيتم اتخاذ قرار بشأنه بعد "التحليل الشامل" له ودراسة جوانبه المالية والإستراتيجية، إلا أنه استطرد قائلا نصا "لن يكون من الصواب أن نقول إن حقبة إف-35 انتهت وإن حقبة سوخوي-35 بدأت" وهذا هو بيت القصيد فالشاهد هو أن الضغوط الأمريكية أفلحت والآن ثمة تراجع تركي، المشكلة ألا يكون قد جاء في الوقت الضائع.!!

فمؤخرا أبلغ مسئـول في واشنطن ، صحفيين بأن "هناك على الأرجح أشخاصا أكثر تعقلا في أنقرة يقولون لوجه الله لا تشغلوا الصواريخ الروسية" وتابع "لا يزال هناك عمل لجعل الأتراك يبتعدون عن إس 400 سواء : بإيقافها أو أعادتها من حيث جاءت أو تدميرها "، مضيفًا "من الناحية المثالية، ما كان ينبغي أن يحصلوا على أي مكون من مكونات إس 400 أو أن يستلموها، ولكن وبعد أن تم تجاوز هذا الخط، فإن الأمر يتعلق بكيفية إغلاق هذا الملف وتحييده والمضي قدما" أي العودة إلى ما قبل التفكير في تلك الصفقة وكأن شيء لم يكن !!.

يُذكر أنه منذ أيام، خرجت تصريحات جديدة من البنتاجون حملت طابع التهديد بفرض عقوبات على تركيا بموجب "قانون مواجهة خصوم أمريكا "، ما لم تسفر المحادثات التي تجري معها حاليا كي تتخلي عن إس-400، لكن تلك ليست المعضلة الوحيدة ، فما زاد الطين بلة شن تركيا هجوما عسكريا على الشمال السوري الذي رفضه الكونجرس بشدة، ثم زاد عليه تصويت مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة على تصنيف" قتل الأرمن" أثناء الحرب العالمية الأولي 1915 ، بأنه إبادة جماعية، الأمر الذي يستوجب فرض عقوبات مشددة على وريثة الإمبراطورية العثمانية "الملطخة أياديها بدماء مليون ونصف المليون أرميني" .

وهنا أعلن ساسة أتراك أن زيارة أردوغان، إلى واشنطن، المقرر لها 13 نوفمبر الجاري قد تلغى وأردوغان نفسه قال بأسي الأسبوع الماضي إن التصويت يضع "علامة استفهام" على زيارته ولقائه مع ترامب رغم أنه يعول الكثير عليه .

وحتى تصل العلاقات بين البلدين إلى قمة " التراجيديا المأساوية " بلا أي أفق في نهاية سعيدة ، اعتبرت الخارجية الأمريكية تركيا دولة "ترانزيت" للمقاتلين الإرهابيين الأجانب الراغبين في الانضمام لداعش ، هذا ما جاء في تقريرها الخاص بالإرهاب لعام 2018، وهو ما رفضته أنقرة جملة وتفصيلا، وما أشعل غضبها أيضا هو أن التقرير استخدم وصف " امتدادات منظمة حزب العمال الكردستاني" في سوريا للمقاتلين الأكراد، دون ذكر اسمهم "وحدات حماية الشعب الكردية" المنعوتة من قبلها بالارهابية ، كذلك إشارته إلى ما وصفه " ملهم حركة الخدمة " بأنه " داعية ديني منفي" وعدم وصف حركته بأنها تنظيم إرهابي.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: